بالفيديو : هجوم دموي بفاس يفقد أب معوز لطفلتين يده و16 “غرزة” على مستوى الرأس – غير منصوح للقلوب الضعيفة

لم يكن ليعلم الشاب أحمد الشراط وهو يغادر مقر عمله بعين الدريسي بسهب الورد في اتجاه بيته، أن القدر يخفي له واقعة أليمة وصادمة، وسيفقد فيها أصابع يده والتي يعتمد عليها في كسب قوت يومه في عمله كخياط.

يحكي الشاب أحمد الشراط والبالغ من العمر 27 سنة، تلك اللحظات التي سبقت الهجوم المباغت عليه بالقرب من محطة وقوف حافلة خذ 53، ففي اللحظة التي أنهى فيها مكالمة هاتفية شخصية قبيل نهاية صلاة المغرب، تفاجأ أحمد بضربة قوية على مستوى الرأس جعلت الدماء تنساب بغزارة من رأسه، ليرفع يده اليسرى في لحظة ذهول من أجل أن يتفقد رأسه وليفاجأ بضربة ثانية من سلاح أبيض من الحجم الكبير والمعروف بإسم “مسطرة” كانت قاضية هاته المرة حيث فقد فيها اصابعه.

الهجوم المباغث أفقد أحمد توازنه حيث بقي واقف يترنح وترك هاتفه من بين يديه كرجاء منه للمجرم بالتوقف عن توجيه الضربات وأخذ الهاتف النقال، غير ان تجمع المواطنين وهول المشهد جعل اللص يتراجع الى الخلف، ويمضي الى مكان مجهول، في تلك اللحظة التي تحلق فيها المواطنون حول الضحية، وأجبروا سيارة أجرة صغيرة على حمله الى المستشفى الجامعي الحسن الثاني رفقة صديق له، من أجل إخضاعه للإسعافات الأولية وإنقاذ يده من البتر والضياع.

حكاية الألم والمعاناة في مأساة أحمد ستتواصل داخل المستشفى، فعدم توفر الضحية على بطاقة راميد وضيق ذات اليد جعلته شريدا ووحيدا تتقاذفه أسئلة الممرضين، والذين طلبوا منه ضرورة الخضوع الى جهاز سكانير، طلب بدى مستحيلا على أحمد الذي لا يملك قوت يومه، مما اضطره الى الإستدانة من القريب ورجاء البعيد، وليقضي ليلة كاملة على تلك الحالة، حتى حلول يوم الجمعة حيث خضع لعملية رتق في اليد في عملية دامت خمس ساعات طويلة، نظرا لخطورة الوضع وللحالة الحرجة التي كان عليها أحمد، لينجو بأعجوبة وتتدخل المعجزة الإلهية لإبقاءه على قيد الحياة بعد أن فقد كميات مهمة من دماءه.

أحمد الشراط من مواليد 14/09/1988 متزوج وأب لطفلتين، يكتري شقة صغيرة بـ 750 درهما للشهر ويعمل خياطا بفاس، حياته اليوم تقف على المحسنين وذوي القلوب الرحيمة، فالشاب ينتمي لأسرة فقيرة ولا يتقن شيئا آخر غير الخياطة، والتي تحتاج الى اصابع يده المبتورة.

واقع مر آخر يطرح على ساحة مدينة فاس، ويقذف بشاب لا ذنب له الى متاهات العوز والتشرد وربما الطرد من البيت الذي يكتريه، خصوصا وانه مديون بثلاثة اشهر لصاحب البيت.

https://www.youtube.com/watch?v=ivpIL_vzQis