هل لفاس أن تَؤُولَ مُجَدَّداً إلى قُطْبٍ حضاريٍّ مُتميز؟

يسائل الحكامة عن آفاق فاس
غصت قاعة قصر المؤتمرات عشية عاشر يناير 2014 بِالْمُحْتَفِينَ بيوم فاس (4 يناير) في دورته الرابعة، التي اختير شعاراً لها:
“هل لفاس أن تَؤُولَ مُجَدَّداً إلى قُطْبٍ حضاريٍّ مُتميز؟”
ثَمَّن الجميعُ حرصَ المنتدى المغربي للمبادرات البيئية على إحياء هذا اليوم الذي صار مكسبا لفاس بعد أن وَقَّعتْ إعلانَهُ طليعة مؤسسات فاس، وصار عهداً عليها تخليدُه، استدعاءً لمآثر الماضي، ورصداً لمعالم الحاضر، ورسماً لملامح المستقبل.
وأسفرتْ مقارباتُ المتدخلين، وتساؤلاتُ المشاركين عن التأكيد على ما يلي:
إيلاء يوم فاس ما يستحق من اهتمام، بالحرص على إسهام جميع الشركاء في التحضير له، وتخليده في إطار مهرجانٍ تتعدد أنشطته وأيامه، بهدف إبراز خصوصيات فاس، وتعبئة الجميع للانخراط في تفعيل صيرورتها كمدينة مستدامة، وقطب حضاري متميز.
إبراز ضرورة تفعيل الحكامة المحلية بإشراك مختلف التمثيليات المعنية بأمر فاس في التشخيص الموضوعي لواقعها، ووضع استراتيجية تسريع وتيرة تأهيلها حتى تستأنف ريادتها العلمية، ورسالتها الحضارية.
اعتماد وضوح الرؤية والتخطيط القبلي بديلا عن الارتجال تفاديا لتفاقم الاِخْتِلال، وتجنباً للبحث عن الحلول بعد فوات الأوان.
التعامل بمسؤولية وواقعية مع المشاريع المنجزة أو التي هي في طور الإنجاز حتى تؤدي وظيفتها ويكون لها إشعاعها على النحو المطلوب، من ذلك:
المطرح المراقب الذي يستدعي تسريع تجفيف العصارة المتجمعة بأحواضه، ومعالجة الغازات المنبعثة عنه ، والتي تحملها الرياح بعيداً فتخنق أنفاس السكان.
مشروع حديقة النبات الذي توقف العمل به بعد تمام هيكلة إطاره العام، وصار متأرجحاً بين استكمال تهيئته وتسييره وفق المعايير الدولية، أو تفويته عن طريق الكراء.
متنزه ملعب الخيل الذي طال ترقب افتتاحه، والذي يستدعي تسريع جلب الماء لِرَيِّهِ ومَلْءِ بحيرته، وتوفير أسباب صيانته وحراسته.
إتمام تهيئة وادي الجواهر حتى يعبر المدينة في نقاوة وصفاء.
التعجيل بتحرير بيوتات المدينة العتيقة ومَعْلَمَاتِها من الدعائم الخشبية بعد تقادمها وتفاقم مخاطرها، إنقاذاً للسكان من معاناةٍ ماديةٍ ونفسية مُستدامة.
تحرير الملك العمومي من الاكتساح الذي يَحُولُ دون اتخاذه ملاذاً آمنا للراجلين من مخاطر الطريق
تدارك المضي في رصد الأراضي الفلاحية الملحقة حديثا بالمدار الحضري للإسمنت والإدارة والسكن، دون التفات إلى الحاجة الماسة إلى الحدائق والمتنزهات، وحدائق الأطفال،
تسريع إعادة تهيئة الغابة الحضرية بعين الشقف، وتنفيذ مشروع المركز الجهوي للتربية البيئية بها، مع إحاطتها بضمانات الصيانة المستمرة وقاية من الإهمال، وحماية من الأطماع.
إحياء المستنبت البلدي، ومَدُّهُ بالموارد المادية والبشرية تكثيفا للإنتاج، وتمكينا من تشجيع الوداديات ومختلف المؤسسات على نشر الأغراس وتعميم المساحات الخضراء.
تفعيل صيانة حدائق المدينة ، إنقاذا لها من الإهمال،(ساحة فلورنسا نموذجا) وتعزيزها بأخرى تناسباً مع تزايد أعداد السكان.
تأهيل النقل الحضري، أخذاً بأحدث تجارب اعتماد الترامواي، أوالحافلة ذات المستوى العالي في الخدمة في مساراتٍ آمنة سريعة ومستقلة .
الارتقاء بأسلوب جمع النفايات ونقلها باستلهام أحدث النماذج وأنجح التجارب في تدبير هذا المرفق الهام.
تميز اللقاء بحوار هادف بناء، أملاه حب فاس والغيرة عليها، تجاوب معه نائب عمدة المدينة معربا عن رحابة صدر واستعداد لتقبل النقد، ومبشرا في الآن ذاته بمشاريع واعدة تنطلق في الأشهر القليلة القادمة، وثمنه رئيس المنتدى معلنا الصدور في كل الملاحظات والاقتراحات عن كامل الحياد والموضوعية، ومؤكدا استعداد المجتمع المدني للإسهام في إنجاح حكامة تدفع بعجلة تنمية المدينة ، وتعيد لها ألقها واعتبارها كحاضرة مستدامة متميزة ورائدة .