وكالة المغرب : فاس تطالب بتسريع وتيرة النمو و تفعيل الحكامة المحلية

فاس / 16 يناير 2014 /ومع/ دعا مشاركون في لقاء خصص للاحتفاء باليوم السنوي لفاس نظم مؤخرا إلى ضرورة تفعيل الحكامة المحلية بإشراك مختلف الفاعلين المحليين بمدينة فاس في التشخيص الموضوعي لواقعها ووضع استراتيجية تسريع وتيرة تأهيلها حتى تستأنف ريادتها العلمية ورسالتها الحضارية . وطالب المشاركون في ختام أشغال هذا اليوم السنوي الذي تم إقراره كمبادرة مواطنة تروم تعبئة مختلف الفاعلين من أجل المحافظة على التاريخ العريق لهذه الحاضرة واستحضار بعدها المستقبلي بضرورة اعتماد وضوح الرؤية والتخطيط القبلي بديلا عن الارتجال تفاديا لتفاقم الاختلال . وشددت التوصيات التي صدرت في اعقاب هذا اللقاء الذي نظم تحت شعار ” هل لفاس أن تؤول مجددا إلى قطب حضاري متميز ” على ضرورة استلهام المهندسين والمخططين المعماريين لروح وكنه المبادئ التأسيسية التي أطرت عمل وإبداع بناة مدينة فاس عبر القرون ضمانا لتجديد يفرضه الحاضر ويظل منسجما مع ثراء الماضي وتميزه . وألحت هذه التوصيات على ضرورة إيلاء يوم فاس ما يستحق من اهتمام من خلال الحرص على إسهام جميع الشركاء في التحضير له وتخليده في إطار مهرجان تتعدد أنشطته وأيامه بهدف إبراز خصوصيات فاس والعمل على تعبئة الجميع للانخراط في تفعيل صيرورتها كمدينة مستدامة وقطب حضاري متميز. ومن جهة أخرى، دعا المشاركون في هذا اللقاء الذي حضره العديد من الباحثين والأكاديميين والمسؤولين المحليين والمنتخبين وممثلي مكونات وهيئات المجتمع المدني إلى التعامل بمسؤولية وواقعية مع المشاريع المنجزة أو التي هي في طور الإنجاز حتى تؤدي وظيفتها ويكون لها إشعاعها على النحو المطلوب خاصة منها المشاريع التي تهم منتزه ملعب الخيل وحديقة النبات والمطرح المراقب وغيرها. وشددوا على ضرورة التعجيل بتحرير بيوتات المدينة العتيقة ومعالمها التاريخية من الدعائم الخشبية بعد تقادمها وتفاقم مخاطرها مع تحرير الملك العمومي من الاكتساح والزيادة في المساحات الخضراء بالإضافة إلى تسريع إعادة تهيئة الغابة الحضرية بعين الشقف وتنفيذ مشروع المركز الجهوي للتربية البيئية بها . كما طالب المتدخلون بالعمل على تأهيل النقل الحضري وإحكام تنظيمه أخذا بأحدث تجارب اعتماد الترامواي أو الحافلة ذات المستوى العالي في الخدمة في مسارات آمنة سريعة ومستقلة مع الارتقاء بأسلوب جمع النفايات ونقلها باستلهام أحدث النماذج وأنجح التجارب في تدبير هذا المرفق الهام . وألحوا على ضرورة إحياء المستنبت البلدي ومده بالموارد المادية والبشرية تكثيفا للإنتاج وتشجيع الوداديات ومختلف المؤسسات على نشر الأغراس وتعميم المساحات الخضراء فضلا عن صيانة حدائق المدينة وتعزيزها بأخرى تناسبا مع تزايد أعداد السكان . وعلى صعيد آخر، ثمن المتدخلون حرص المنتدى المغربي للمبادرات البيئية على إحياء يوم فاس الذي أضحى مكسبا للمدينة بعد أن وقعت إعلانه طليعة مؤسسات فاس باعتباره يشكل مناسبة لاستحضار الماضي ورصد معالم الحاضر ورسم ملامح المستقبل . وعرف هذا الاحتفاء الذي تخللته قراءات شعرية مع عرض شريط يؤرخ بالصورة لمختلف المعالم التاريخية لمدينة فاس والتحولات التي طرأت على طبيعة المدينة العتيقة فتح حوار صريح وبناء حول مختلف التصورات الكفيلة بالنهوض بهذه الحاضرة وحماية ذاكرتها التاريخية والحضارية . يشار إلى أن مبادرة تأسيس يوم سنوي للاحتفاء بمدينة فاس جاءت خلال سنة 2011 من طرف نسيج جمعوي يقوده المنتدى المغربي للمبادرات البيئية ويضم من بين مكوناته الجمعيات الناشطة في مجال الحفاظ على التراث وحماية البيئة ونشر قيم المواطنة . واستهدفت هذه المبادرة تثمين التراث الحضاري والمعماري والثقافي لمدينة فاس التي تصنف ضمن التراث العالمي الإنساني والعمل على انخراط جميع مكوناتها من سلطات محلية ومنتخبين وهيئات مجتمعية لدعم وتعزيز الطابع المتفرد لهذه المدينة العريقة . وحسب عبد الحي الرايس رئيس المنتدى المغربي للمبادرات البيئية فإن الهدف من اعتماد هذا اليوم السنوي لفاس يروم تخليد والاحتفاء بالتاريخ العريق لهذه الحاضرة التاريخية المصنفة ضمن أمهات حواضر العالم برصيدها التراثي والعلمي والحضاري وإشعاعها عبر القرون مع تمكين الفاعلين الاقتصاديين المحليين والسياسيين وممثلي هيئات المجتمع المدني من الالتقاء والتخطيط لمستقبل هذه المدينة من خلال وضع تصورات مهيكلة وقابلة للتنفيذ للنموذج الأمثل للحكامة المحلية وللتنمية المستدامة الذي يجب تطبيقه بهذه المدينة كحاضرة مستدامة متميزة ورائدة . ج /ح ق /ف ت