نتائج البوعزيزي ”بعوينات الحجاج ”

'
فاس ثاني أكبر مدن المملكة بأكثر من 1.9 مليون نسمة بدون احتساب المناطق المجاورة أو ما يسمى"بأحزمة البؤس"التي تحيط بمركز المدينة والتي تعاني من خطر انهيار بناياتها و تعتبر من النقط السوداء من الناحية الأمنية، بسبب انتشار الإجرام.

ولقد أضحت المدينة العلمية سباقة في مجال النهب والسرقة والقتل وكل أصناف الإجرام أمام مرأى ومسمع من المسؤولين الأمنيين دون أن يحركوا ساكنا حيث يطرح الشارع الفاسي أسئلة أبرزها التالي:
١. أين رجال الأمن في الشوارع وفي النقاط السوداء المعروفة لدى الخاص والعام؟
٢. أين حملات التمشيط الأمنية الحقيقية والغير وهمية ؟
٣. هل رجال الأمن عندنا يعوزهم التفكير في ابتداع أساليب ووسائل علمية جديدة التي لا تكلف كثيرا ولكنها بالمقابل تطهر الشوارع وتجعل المجرمين المحتملين يفكرون مليون مرة قبل الإقدام على أفعالهم؟ اللهم إلا إذا كانت لديهم مصلحة في استمرار الجريمة؟؟
هدا ما تداوله سكان أحد هده الأحياء "عوينات الحجاج" وأكدوا على تواطؤ(بعض) رجال الأمن وشبكات الإجرام بدافع اقتسام الغنيمة.

ومما يزيد الطين بلة الوضعية المزرية التي يعاني منها قطاع النقل فبنية أسطول الحافلات التابعة للوكالة تتسم بالتقادم، حيث إن 65 حافلة فقط لا يتجاوز سنها 6سنوات من أصل 110 وحدات، والتي تشكل الأسطول المتحرك الذي يشتغل بدون انقطاع لِما يزيد على 16 ساعة يوميا، مع عدم وجود أسطول احتياطي لتعزيز الخطوط خلال ساعات الذروة. ويبلغ عدد الخطوط في المدينة 48 خطا، وكلها تعاني من النقص في عدد الحافلات.
كما أن هناك أحياء أخرى كحي ''عوينات الحجاج'' لا يمكن أن تصله الحافلات بسبب حالة التسيب الأمني والفوضى العارمة التي يسببها الباعة المتجولون الدين أصبحوا بمثابة باعة مقدسين بسبب مثلهم الأعلى البوعزيزي حيث أن الأجهزة المسؤولة تتفادى الاحتكاك بهم خشية أن يخرج البائع لتر من البنزين ليحرق نفسه وهنا بالضبط وجب على المجتمع المدني والمسؤولين الدينين بالخصوص التدخل العاجل لتوعية الباعة وإلزامهم باحترام المنظر العام والقانون.
كما عرفت المنطقة نمو ظاهرة النقل السري بشكل غير مسبوق أثر بصفة مباشر على جميع القطاعات المهيكلة بالنقل وأيضا المنظر العام,لقد أصبحت ''عوينات الحجاج'' نموذج الفساد بكل أشكاله .
إن استفحال الإجرام والفوضى بهده المدينة التي صنفت من طرف اليونسكو ثراتا عالميا يستدعي التفكير المستمر من المسؤولين عن حماية أمن الناس وممتلكاتهم وعن حفظ النظام والقانون في إيجاد حلول ناجعة ورادعة قبل أن تصل الأمور إلى ما لا تحمد عقباه!

هاجر محرز