سلطات فاس المغربية تقتحم أوكار الأفارقة الغير الشرعيين

مئات المهاجرين السريين يحولون مدن المملكة مقر  الاقامة الدائمة

فاس :عبدالله مشواحي الريفي

تحركت السلطات الأمنية أخيرا و ذلك بعد تلقيها لمجموعة من الشكايات من طرف المواطنين المغاربة تتعلق بعملية النصب و الاحتيال و السرقة و محاولة التهديد بالسلاح الأبيض لتنفيذ عمليات إجرامية من طرف مهاجرين سريين ينحدرون من دول جنوب الصحراء الافريقية و من جنسيات مختلفة.
ففي صباح يوم الأربعاء 23 ماي الجاري داهمت السلطات الأمنية و المحلية و ذلك في إطار قوانين المملكة، و احتراما للبنود و الاتفاقيات الدولية حول معاملة المهاجرين الغير الشرعيين، و تمكنت المصالح الأمنية من اعتقال ما يقارب 130 شخصا، بمنطقة محطة القطار،بحيث كان يعمد المهاجرين الغير الشرعيين إلى استعمال بعض عربات القطار المتلاشية كمأوى لهم أو يصنعون بيوتا من البلاستيك و الكارطون تحت أشجار المحطة في وضعية إنسانية كارثية و يعيشون وسط الأوساخ و الأوحال مما ينذر بانتشار أمراض خطيرة بينهم و التي قد تسهل انتشارها وسط ساكنة فاس.
و فور انتشار الخبر طالبت الساكنة من تكثيف الحملات الأمنية و استحسنت الإجراء، و ذلك أن تتجول في فاس لتصادف هؤلاء في كل مكان فهناك من امتهن حرفة التسول، والاخر يحاصر النسوة في الأسواق طالبا "صدقة "، أما الفئة الذكية فتراها عند أصحاب المتاجر و المقاهي اما بحثا عن ضحايا لينصبوا عليهم و خاصة فيما يتعلق بتزوير العملات، و أصبح ضجيجهم في شوارع المدينة لا ينتهي وغالبا ما تعيش مناطق سكنية ليلة بيضاء مع هؤلاء الذين يحلوا لهم التجول و الكلام إلا فجرا وهم في حالات غير طبيعية، و طالبت مجموعة من الوداديات السلطات من أجل التدخل لوضع حد لتصرفات بعض الخارجين عن أعراف المملكة و تقاليدها.
فبعد عملية المداهمة تبين أن جل الموقوفين دخلوا المغرب عبر الشرق من التراب الجزائري بطرق غير شرعية، و لا يتوفرون على بطاقة الإقامة، فعوض أن ترحلهم الجزائر إلى بلدانهم الأصلية لكنها تفعل العكس و تشجعهم على التوجه إلى المغرب لالتحاق بالضفة الأخرى "اوروبا" و ليتم التخلص منهم عبر تصديرهم إلى المغرب في ظروف غير إنسانية و بطريقة ذكية .
و تعيش شوارع مدن المملكة و خاصة مدينة فاس على إيقاع جحافل المواطنين القادمين من دول جنوب الصحراء، هربا من بلدانهم الأصلية بحثا عن أماكن امنة وعن فرص العمل، و أمام التساهل الذي كانت تبديه السلطات المغربية و ذلك جراء ظروفهم الإنسانية الصعبة، لكن تدفقهم في الآونة الأخيرة و تسجيل عدة شكايات من مواطنين مغاربة و غالبا ما تتعلق بالنصب و الاحتيال و التزوير ضدهم، فهؤلاء يتبرعون في تزوير الأوراق النقدية المغربية من فئة 200 درهم و 50 درهم، وسبق للسلطات الأمنية أن اعتقلت عشرات الأشخاص المتهمين بتزوير العملات وقدمتهم للعدالة.
و من المنتظر في الساعات القادمة أن يتم ترحيل الموقوفين في اطار الاحترام التام للاتفاقيات الدولية، و تجري السلطات الامنية و المحلية اتصالات مكثفة لتوفير لهم التغذية وبعض الملابس، في انتظار استكمال قرارات التهجير و توفير لهم حافلات لإيصالهم إلى النقطة التي دخلوا منها التراب المغربي و التي غالبا ما تكون الحدود الجزائرية المغربية.