السلطات المحلية تشن حربا على الباعة المتجولين بفاس

"فراشة"يحتلون الأرصفة و يرغمون المارة بتقسيم الطريق مع السيارات

فاس :عبدالله مشواحي الريفي

شنت السلطات المحلية صباح يوم الجمعة 1 يونيو الجاري حملة تمشيطية على  الباعة المتجولين  و خاصة "الفراشة" الذين يحتلون أرصفة الراجلين بأهم شوارع المدينة التي تعرف حركة سير و جولان كثيفة .

و قاد العملية قائد الملحقة الإدارية دار أدبيبغ مصطفى بن زيان مدعما بفرقة المقدمين و الشيوخ و عناصر الحرس الترابي ، وعمد المسؤول عن نفوذ تراب القلب النابض لفاس بحملة تمشيطية لكل من شارع محمد الخامس و شارع الشفشاوني و شارع السلاوي و شارع الحسن الثاني.

و تمت مطاردة ما يزيد عن 70 شخصا من الفراشة بشوارع المدينة، و تمكنت السلطات من حجز كمية مهمة من المنتجات المعروضة للبيع بأرصفة و شوارع فاس و خاصة تلك المتعلقة بالسلع المهربة و الالبسة المستعملة "البال"،و غير ذلك من المواد المختلفة ، وبعد عملية الإحصاء و تحرير محضر في النازلة بمكاتب الملحقة الادارية الاطلس ،حولت السلطات السلع المحجوزة الى جمعيات خيرية  كدار الفاتاة بحي الاطلس .

و سبق لتجار و الجمعيات المهنية أن وجهت شكايات الى السلطات المحلية حول موضوع احتلال الاماكن العمومية و ابواب المتاجر و الابناك و الادارات العمومية من اشخاص يعمدون الى "تفريش" سلعهم أمام تلك الاماكن ،مما يخلق نوعا من الارتباك في حركية الراجلين و المتجولين بشوارع المدينة و المتعاملين مع الادارات و الابناك،مما ينتج هنه ارتباك في السير العادي للمدينة لا من خلال ضبط الحالت الامنية أو بتشويه جمالية و منظر الشارع العام.

و استنكر مرارا المواطنين الافعال المشينة  "للفراشة" من عرقلة السير العادي ، و عادة ما تتحول شوارع المدينة الى حرب مفتوحة بين "التجار" المتجولين حول أحقية  و أسبقية احتلال المكان من الاخر و عادة ما تتحول صرعتهم الى تبادل اللكمات و استعمال السلاح الابيض في بعض الحالات لانهاء نزاعاتهم وسط أهم شوارع العاصمة العلمية .

و علاقة بالموضوع اصدرت ولاية الجهة قرارا يقضي بمحاربة الباعة المتجولين و اخلاء الاماكن العمومية و الشارع العام من هؤلاء ،مع محاولة وضع استراتجية جديدة لحل معضلة هؤلاء الشريحة من المواطنين .

و سبق لوزير الداخلية أمحند العنصر أن  أثار الموضوع بالبرلمان المغربي و قال ،ان الوزارة عاكفة على تحيين دراسة أنجزت منذ 2002 تهم الباعة المتجولين بالمغرب، مؤكدا أن الوزارة انتهت من دراسة تحليلية لهذه الظاهرة، وسيشرع قريبا في تنظيم هذه الظاهرة"، وذلك لإيجاد حل جذري لها مضيفا أن هناك جهودا حثيثة لإفراغ جميع الأماكن المحتلة من طرف هؤلاء الباعة، إلى حين إيجاد حل شمولي لمواجهة هاته. الظاهر.

العنصر قال إن الحكومة بصدد النظر في الدراسة السابقة المنجزة في هذا الموضوع، والوقوف عند أسبابها الحقيقية والسبل الكفيلة بالقضاء عليها أو على الأقل التقليل من حدتها وحدة انتشارها، دون أن يؤدي ذلك إلى خسائر كبيرة.

وأشار الوزير إلى أن هناك مجموعة من الباعة المتجولين يرفضون أن يلتحقوا بمحطات البيع المرخص لها، ويفضلون البيع في الشارع خارج القانون، مؤكدا أن هناك مجموعة من الحالات توصلت واستفادت من المحلات القانونية المخصصة للبيع وتخلصت منها ببيعها أو إغلاقها والخروج للبيع على جنبات الشوارع والأزقة.

ونفى العنصر أن تكون الدولة المغربية تتوفر على حل نموذجي وقار لهذا المشكل شأنها شأن باقي دول العالم، لكن الدراسة التي يتم تحيينها بهذا الشكل تحاول أن تقترب من حل يرضي الدولة والباعة المتجولين.

وأثار عدد من البرلمانيين في آخر جلسة مخصصة للأسئلة ألشفهية بمجلس النواب مشكل الباعة المتجولون، الذي تخوض عدد من الولايات والعاملات حربا ضدهم.
وحذر أحد البرلمانيين من أن ترك الأماكن العمومية عرضة للاستغلال العشوائي، يفوت على الجماعات الحصول على مداخل تتراوح ما بين 50 و60 في المائة من مداخل مشيرا إلى أن الباعة المتجولون يحرمون أصحاب المحلات المرخص لها والذين يدفعون الضرائب من الحصول على مورد رزقهم نظرا لعدم وجود منافسة متكافئة.