فاس على إيقاع جرائم القتل تزامنا مع مهرجان الموسيقى الروحية

سقوط قتيلين في ظرف 24 ساعة وارتكاب أكثر من 10 جرائم في أقل من شهر
فاس :عبدالله مشواحي الريفي
عادت مظاهر الإجرام والإنفلات الأمني بشوارع مدينة فاس والأحياء الهامشية قبل أيام قليلة من احتضان المدينة لأكبر مهرجان ينظم بها والذي يعرف توافد عدد كبير من الزوار والسياح، واهتز الرأي العام المحلي خلال اليومين الماضيين على وقع جريمتي قتل بشعتين ذهب ضحيتهما شابين أحدهما يبلغ من العمر 30 سنة والثاني قاصر لا بتجاوز عمره 16 سنة.
الجريمة الأولى شهدها حي اعوينات الحجاج الهامشي وبالضبط بدوار الادريسي، حيث كان الضحية المسمى قيد حياته درعان السربوت في ضيافة شقيقته القاطنة بنفس الحي، بعدما أن قدم إليها من إقليم تاونات، حيث تزامن تواجده عند أخته مع اندلاع خلاف بين هذه الأخيرة وبعض جيرانها، واستمرت المواجاهات والاشتباكات طيلة ليلة كاملة، دون أن تتدخل العناصر الأمنية لإخماد فتيل النزاع رغم أن الحي يتواجد على بعد أمتار من الدائرة الأمنية العاشرة.
وتطورت الاشتباكات إلى استعمال الهراوات والأسلحة البيضاء بين الطرفين، في غفلة من الضحية استل الجاني سلاحا أبيضا من الحجم الكبير ووجه به عدة طعنات لخصمه على مستوى العنق والبطن، مما تطلب نقله إلى المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني، حوالي الساعة الرابعة فجرا، لكن قوة الطعنات التي تلقاها وأدت إلى خروج أحشائه من بطنه، عجلت بوفاته بعد ساعتين من وصوله إلى قسم المستعجلات رغم المجهودات التي بذلها الطاقم الطبي لإنقاذ حياته.
أما الجريمة الثانية، فكان مسرحها أحد أبواب المدارس الإعدادية بحي الوفاق التباع لمقاطعة زواغة العليا، حيث دخل الضحية المسمى قيد حياته محفوظ محمد البالغ من العمر 16 سنة في شنآن مع غريمه وأمام ارتفاع حدة الخلافات بينهما، تطورت المواجهة إلى استعمال السلاح الأبيض، مما أسفر عن إصابة الضحية بعدة طعنات تلقاها في مختلف أنحاء جسمه، وخاصة على مستوى القلب، وهو ما عجل بوفاته بعد نقله إلى المستشفى الجامعي.
وأعادت هذه الجرائم إلى أذهان المواطن الفاسي ما تعيشه المدينة من فوضى عارمة، بعد أن أصبحت العصابات الإجرامية تحكم سيطرتها على أحياء وشوراع المدينة في ظل غياب شبه تام للدوريات الأمنية، ويتعرض العديد من المواطنين ممن إلتقتهم "فاس نيوز" إلى عمليات إجرامية من سرقة وعنف تحت التهديد بواسطة السلاح الأبيض وذلك في واضحة النهار حيث يصول ويجول أصحاب السوابق العدلية والمجرمون الذين غالبا ما يكونون تحت تأثير المخدرات القوية وأقراص الهلوسة "القرقوبي" وهم مدججين بالسيوف والأسلحة البيضاء، مما يجعل حياة وسلامة المواطنين في خطر دائم.
وشهدت المدينة ارتكاب أكثر من 10 جرائم قتل بطرق بشعة خلال أقل من شهر واحد، فهل تنتظر المصالح الأمنية تدخل المدير العام للأمن الوطني لإرسال عناصر من الفرقة الوطنية للشرطة القضائية لاستتباب أمن المدينة، كما حصل بعد الزيارة التي قام بها في وقت سابق والتي وقف من خلالها على الوضعية الأمنية المتدهورة والمزرية.
 أم أن المقاربة الأمنية التي تنهجها الإدارة العامة للأمن الوطني أصبحت من الماضي ولا تجد من يطبقها على أرض الواقع، مما قد يضطر المواطنين أمام هذا الوضع إلى تنظيم أنفسهم في لجان شعبية لحماية حياتهم وممتلكاتهم من بطش العصابات الإجرامية التي تزرع الرعب في نفوسهم.