أوكار « الشيشة » بفاس تغزوا عالم العاصمة العلمية

قاصرات يلجن  جنة "البلية " و يخرجن فاقدات لكل شيء ؟؟؟؟

روبرطاج من اعداد : عبدالله مشواحي الريفي

 قبل سنتين بالتمام و الكمال خلق الداهية حميد شباط زوبعة اعلامية و سياسية في احدى دورات المجلس الجماعي بفاس عندما  عمد الى ادراج في جدول أعمالها نقطة حساسة جدا تنخر المجتمع المغربي و تفكك أسرها و تساهم في الانحلال الخلقي و ضعف الوازع الديني .  بالكاد كانت النقطة التي أفاضت الكأس بين الفرق المشكلة للمجلس ،انها فكرة محاربة "مقاهي الشيشة ، و الحانات ،و العلب الليلية "، اشتد الصراع حول خلفيات الموضوع ،حتى كادت ألأمور ان تخرج عن اللياقة السياسية بين فريق حميد شباط و فرقة الاصالة و المعاصرة بفاس  المخترقة أصلا من الثعلب شباط ، تحولت خشبة مسرح مركب الحرية  من منصة لترأس الدورة الى حلبة للملاكمة بين المستشارين حول النقطة السالفة الذكر ، تحركت ألآلة الاعلامية و غطت الحدث كل واحد كيف يرى الخبر من زاويته الخاصة ،استحسنت الساكنة الفكرة و تداولاتها ألألسن على الصعيد الوطني ، و تهكم عليها السياسيون الكبار في صالوناتهم الخاصة ، بل أصبحت الفكرة نكت تتداول بين أبناء الشعب ،و الكل يقول كيف لشباط أن يحارب الشيشة و  الحانات و هو يعتبر الراعي ألأول لمثل هذه المشاريع التي تدر المال الكثير على أصحابها و بالمقابل تفكك المجتمع برمته ،و ألأخر يقول انها  فكرة لا تخرج عن المزايدات السياسية و محاولة تصدر صفحات الجرائد. تحركت السلطات المعنية محتشمة  في الموضوع حاولت بكل ما أتيت من قوة قانونية لإغلاق هذه ألأوكار التي تفرخ الفساد بكل تلاوينه ،بالفعل استطاعت ان تنفذ العملية رغم المقاومة الشرسة التي لاقتها من أصحاب المقاهي نظرا لنفوذهم أو لعلاقتهم بمسؤولين  كبار ، هدأت الرياح و الزوابع الشباطية ، ومع اندلاع ما يسمى بالربيع العربي بالمغرب تحت غطاء حركة 20 فبراير ، استغل أصحاب المقاهي و الحانات السيبة التي لحقت بالبلاد و العباد ،وعادت حليمة الى عادتها القديمة ، الكل استغل الفرص و فتح ألأوكار و صمم المواخر لاستقبال الزبناء و الذين عادة ما يكنون تلاميذ و تلميذات دون 18 سنة ،بدت الفرحة و الغبطة على هؤلاء التجار و على الزبناء شاكرين حركة 20 فبراير التي رفعت عنهم الحصار ،أما صاحبنا شباط فنسي الموضوع  برمته بعد ان رفعت الحركة شعارات ضده مستهدفة اياه بشعارات تتهمه بسرقة المال العام و جعل مدينة فاس مدينة الاجرام و المبيقات التي حرمها الاسلام ، و مع اقتراب الانتخابات البرلمانية الاخيرة و التي  وجهت صفعة قوية للسيد العمدة من طرف خصومه السابقين، و الذي كان يتبجح أنه أتى الى السياسية لمحاربة الاسلاميين  أو كما كان يحلوا له بتسميتهم "بحزب النذالة و التعمية" و  مع الانقلاب الذي عرفته موازين  اللعبة السياسة عالميا، و أصبح  الاسلامي ذو اللحية هو المفضل عند ماما  أمريكا ،احس صاحبنا أن اللعبة انتهت و أن دوره أصبح من الماضي ، سكت العمدة عن مشروعه الهادف الى اغلاق دور الشيشة ،و البارات ،و العلب الليلية ، لتتحرك آلة المنعشين و المستثمرين في عالم الاوكار و الفساد الى فتح مواخر جديدة اختصاصها الشيشة الحلوة التي تستهوي كل صغير و كبير ،انها عالمهم الخيالي الذي يخرجهم من الروتين اليومي و يدخلهم جنة المجون و الفسق العلني ، و بعد ذلك بدأت المقاهي تفتح  أبوابها برخصة جديدة و بشكل معماري جديد و بأسماء غربية  و غريبة ،بعدما كان بألامس رئيس المجلس الجماعي يدعوا الى اغلاقها ، فأصبحت مجموعة من المقاهي تأخذ مكانها تحت قبو العمارات دون ان تتوفر فيها الشروط القانونية و لا سلامة مرتديها فكيف للجان من الوقاية المدنية تساهم في التوقيع على ملف تسليم الرخص في تلك الاماكن ، اضافة الى أخرى بالآحياء الراقية كشارع محمد الفاسي او بالقرب من الملحقة الادارية أكدال و غير ذلك ، بحيث عمدت الى تصميم جديد و خصصت  باب واحدة  للوكر،تشبه بالكثير تصميم العلب الليلة المنتشرة بالمدينة ،أبوابها تظل دائما مغلقة  بحيث هناك "فيدورات "مكلفين بفتح ألابواب للداخل و الخارج ، اضافة الى تصميم يحي و يستقطبك  بالولوج الى عالم المجون و الفساد ألأخلاقي و غالبا ما يكون المستهدفين شباب أبرياء أبناء عائلات ،عوض ان تكون المدرسة مكانهم تجدهم يتزاحمون في تلك العلب ، انها أماكن باتت تفرخ كبيض الثعابين في كل حي ، في كل شارع ، بجانب المدارس ،و المؤِسسات ، و حتى جوار المساجد لم يسلما من هذه المشاريع، أوكار بكل اللغات تقدم لك النرجيلة المستوردة من مصر و تركيا  بثمن يتراوح بين 50 درهما و 100 حسب المكان و النوعية ، اضف الى ذلك استهلاك الحشيش بتلك ألأوكار دون حسيب و لا رقيب ،و تصل الحالة في بعض ألأحيان الى ممارسة الجنس بين الوافدين على تلك الاماكن ، فتيات فقدن كل شيء و أصبحن مدمنات على تناول جرعات الشيشة يوميا و إلا كان مصيرهم فقدان ألأعصاب و التيه في عالم ألأوهام ، اليكم أيها المسؤولون ، ايها الوزراء ، ايها الناس ، ايها بوزبال ، استفيقوا و حاربوا هذه ألأوكار ،انها غالبا ما تستقطب بناتكم و أولادكم و أنتم لا تأبهون و تنتشون بالكراسي المريحة ، و ان كان وزير العدل له الجرأة و تحدث عن السياحة بمراكش ، فها هو ملف أقل من سياحة مراكش حجما و لكنه أخطر اجتماعيا  ، نتائجه المستقبلية خطيرة جدا من سياحة مراكش انه عالم التيه  و الادمان يدخل المجتمع في حسابات ربما ستكون لها عواقب أخطر من الحراك الاجتماعي،انه الفاسد الحقيقي بعينه مدمر ألاسر و المجتمع فهو داء لا دواء له  الا بستئصال جذوره  التي تدمر تفاصيل حياة المواطن و الوطن. 

=الصورة : شباط  و فريقه في صراع مع خصومه حول نقطة محاربة الشيشة