الدورة الثالثة من مهرجان مكناس توحد اشتغال المجتمع المدني في ورشات اقتراحية

قبل تنزيل برنامج النسخة الثالثة من مهرجان مكناس، التأم جمع من ممثلي المجتمع المدني بمكناس للتفكير في كيفية المشاركة الإشعاعية (التسويقية للفعل الجمعوي) ضمن الفعاليات التي تؤثث البرنامج العام لأيام المهرجان (23 إلى 27). حضور كان وازن العدد للمجتمع المدني (210) بقاعة اجتماعات (القصر البلدي حمرية) عشية يوم الجمعة 12 أكتوبر 2018.

لقاء تم تأطيره من طرف السيدة أسماء خوجة نائبة الرئيس ومديرة المهرجان، و رئيس المصلحة الثقافية والاجتماعية بجماعة مكناس السيد بابادي البشير، ورئيس المصلحة الرياضية السيد عزيز الضعيف. موجهات المداخلة الأولية اهتمت بالشق التقني و التنظيمي، والذي آثر على تجاوز خطابات منصات المشاكل التي لا تنتهي، ولن تنتهي لكل تنظيم جمعوي حاضر. فكانت الدعوة الإجرائية إلى تفعيل المقاربة البنائية القائمة على مناولة الأفكار الكفيلة من الرفع من حجم قيمة تمثيلية المجتمع المدني داخل أروقة وفعاليات النسخة الثالثة من مهرجان مكناس.

هنا، لن نبخس إحاطة القسم الثقافي بالجماعة حقه حين فكر في فتح باب تجميع الاقتراحات التفاعلية مع مواد المهرجان الكبرى من ورشات الاشتغال حسب صنف اهتمامات الجمعيات، بل كانت الصورة مشعة حين احتلت ورشات المجتمع المدني قاعات ( القصر البلدي) وبهويه العلوي والسفلي .

ملتقى المجتمع المدني ميزه خلق زوبعة ذهنية إبداعية/ ابتكارية،  تتمثل أساسا  في إنتاج برنامج تشاركي يجمع كل الأقطاب الجمعوية حسب موارد التخصص (الثقافي /الاجتماعي/ الانساني/ البيئي/ الرياضي …). فكانت للفكرة قوة دفع إلى الأمام، وهي الانتقال بتفكير المجتمع المدني من مستهلك سلبي لأنشطة أيام المهرجان إلى منتج لأنشطة تفاعلية تتلاءم مع أهداف مهرجان مكناس الكبرى في دورته الثالثة، والذي يستهدف التطوير و التنويع من خلال عناصر الجودة في العرض و الأداء، النجاعة في تمرير أنشطة البرنامج، الإبداعية و الابتكار، التجديد البنائي، فضلا عن الملمس الحصري لكل قطب جمعوي حين تم تخصيص أربع ساعات (4س) توثق لكل جنس إبداعي داخل رواق المجتمع المدني.

في الورشات نال جنس الثقافة الحض الأوفر من الحضور والمشاركة إلى حد الاصطدام الإيجابي وتباين أفكار تسويق المنتوج الثقافي، فيما كانت ورشات أخرى تعاني من  قلة إقبال المشاركين فيها  (ورشة البيئة/ ورشة الجمعيات المهتمة بمن في وضعية إعاقة…).

الأهم من طموح القسم الثقافي بالجماعة ومن رئاسة المهرجان  تحقق، و يتمثل في الدفع بجمعيات المجتمع المدني إلى وضعيات مشكلة تستوجب الحل و الابتكار، وضعيات تتحدد في نسج الاقتراحات وتوصيف سبل تنزيلها أيام المهرجان. فيما المؤشر الثاني من ملتقى الجمعيات الثاني. كان هو تجاوز حمولة كيس المشاكل وتشخيصات الاكراهات غير المقدور عليها، وحديث الدعم المالي والتنقيط. كان كذلك  في  تجاوز النظرة السلبية المتكررة (لم يتم التشاور معنا). اليوم ممكن القول (انقلب سحر الساحر على الساحر) فلم تعد رؤية منهج الديمقراطية التشاركية تفكر بدل المجتمع المدني، بل أصبح هذا الأخير هو من يجب أن يحمل رؤية وبرنامجا استراتيجيا للتطوير و الأداء الميداني، ولما التميز داخل حقل المجتمع المدني.

الأهم أن الخلخلة الذهنية في تلك الورشات قد ذوبت تلك الأبعاد القديمة التي كانت تتوجس خيفة من عمل المجتمع المدني، حتمت على المجتمع المدني رفع توصيات للمنظمين في شكل اقتراحات سليمة مقدور على تطبيقها والتحكم في تمريرها بكل سلاسة أيام المهرجان، الأهم أن تلك التوصيات تستوجب التدقيق ومعادلة التجديد،  ولا بد من متابعتها بالغربلة والتنقيح عبر منسقي كل ورشة و وفق معايير مضبوطة المعالم و الاختيارات.

متابعة للشأن المكناسي / محسن الأكرمين.

عن موقع : فاس نيوز ميديا