الروائي المغربي عبد القادر الشاوي ضيف المقهى الثقافي بمكناس ليحاضر في ” الرواية والسياسة”.

بعد الاساتذة حسن أوريد، واحمد عصيد وادريس خروز وحسناء أبو زبد، استقبلت العاصمة الاسماعيلية مساء يوم امس الاثنين، 10 أبريل، في المقهى الثقافي بقصر التراب، وبشراكة مع فندق تافيلالت، الروائي والكاتب والمفكر والمناضل  الأستاذ عبد القادر الشاوي، لياحضر في تيمة خاصة تحت عنوان: الرواية والسياسة.
اللقاء افتتحه الأستاذ  المصطفى المريزق، مبدع المشروع، بكلمة ترحيبية  أشاد فيها  بدور المشروع الثقافي الذي أسسه صحبة شركاءه قصر التراب وفندق تافيلالت، لتوسيع رقعةاللقاءات التي كانت حبيسة الجامعات، و المحصورة على نخبة معينة من أساتذة وطلبة و إعلاميبن ومهتين، وذلك بإخراجه إلى عوالم أوسع ورقعة جغرافية أكبر، شاكرا كل من يساهم من بعيد أو قريب على حرصه على دوام هذا العمل الثقافي الذي يساهم في التعريف بالإبداع بكل أجناسه، خاصة في مكناس، مهد الثقافة والفن والابداع. لينتقل بعدها إلى التعريف بالضيف وبمسيرته الابداعية وأهم كتاباته، ونضاله السياسي الذي ادى ضريبته غالية جدا ثمنها حكم ب 30 سنة، قضى منه 15 سنة من السجن النافذ خلف الاسوار وبرودة الزنازن وبرودة الاسمنت.
ضيف النسخة الخامسة، الأستاذ الشاوي استهل حضوره بمقدمة تعريفية للرواية في بنيتها الأدبية والتي تعتمد على مقومات البناء الروائي :الكاتب والقارئ والمتخيل ، وربط هذا بمفهوم السياسة الذي يرتكز على بناء ثلاثي : الدولة والمواطن والقانون, هذا الأخير  الذي يحكم العلاقة بينهما من مؤسسات وفصل السلط وتنظيمات.
كما أحال على تاريخ الرواية المغربية، حيث بدأت في الأربعينيات من هذا القرن مع الحركة الوطنية التي قادها نخبة من المثقفين، رغم سذاجة النصوص الأولى، الا أنها كانت تحمل شمولية الوطنية في معالجة مواضيع سياسية ودينية و وطنية،
لتأتي في الستينيات بمفهوم واضح ومتطور مع عبد الكريم غلاب.
الرواية في الثمانينات،انتقلت بصيغة الإدراك  لأطروحة يحاول الروائي إيصالها، فأصبحت تعوم في فضاء عام سياسي وواقعي وفي كينونة المجتمع،
ليخلص أن الرواية تبنى على صراع في بناية الحكاية مثلها مثل الديموقراطية.
وتأسف للكم الضئيل للرواية المغربية مقارنة بالرواية الفرنسية، وذلك لمشاكل النشر وما يواكبه من إرهاصات ليعلن الأستاذ الشاوي  أن اليوم يمكن الحديث عن الرواية الديمقراطية، مابين الكاتب والقارئ والمتخيل.فالرواية الديمقراطيودة، اصبحت نوعا من الاحتيال على العالم. حيث أصبحت بحثا في ماهية الحياة الانسانية وما يواكبها من صراعات  وليست فقط اعترافا من المؤلف.لينوه بذلك الأستاذ المرزيق بعد المحاضرة، بابداعات الشاوي في الزمن الجميل القديم، مأكد على  المغامرة الثقافية في زمننا، لاسترجاع الإشعاع الأدبي والإبداع الحقيقي كما كان. فخسارة في عهد يسوده كل هذه التقنيات والعولمة والديموقراطيات،  يعزف المتلقي على الأدب راجيا أن يعود الحماس والتعطش للإبداع على ماكان عليه سابقا، حيث كانت الموجة النضالية والابداعية، غامرة وهاجس القضايا العالميةالكبرى مطروحا من قضايا المرأة والقضية الفلسطينية …
ليختم بتساؤل مفتوح: هل لنا دراية واهتمام لما يجري من حولنا..وهو السؤال الذي تقاسمته جل المداخلات التعقيببة والتفاعلية،  ليبقى السؤال مطروحا ومفتوحا، في زمن المصالحة مع الذات والمثقف المبدع، وضرورة الثقافي في حياتنا…