المهرجان الدولي للفيلم العربي يصنع حدث مكناس السينمائي

اللمسة الفنية السينمائية حضرت بقوة إلى مكناس من خلال النسخة الأولى للمهرجان الدولي للفيلم العربي، وأصبحت المدينة حقيقة تفكر في الحدث و تنسيق المقارنات التوازنية بين مجموعة من المهرجانات التراكمية. من بين الملاحظات السليمة حمل المهرجان الدولي للفيلم العربي في نسخته الأولى لفقرات تأطيرية وتدريبية تستهدف أساسا الشباب العاشق للصناعة السينمائية.


هنا نؤكد بالبيان والتتبع أن المهرجان استطاع تجاوز ظاهرة مهرجانات يوم الافتتاح والختم بالتكريم، تجاوز مفهوم أسابيع مهرجانات “مواسم جني الباكور”. نؤكد بالملموس صيغة أفكار قفزت من المستحيل إلى الممكن الإجرائي، نؤكد صدق البرنامج العملي واليومي المواكب للمهرجان وتصريف فقراته بكل أريحية و مصداقية. ففي “فندق تافيلالت” وقفنا على شباب متقد إلى امتلاك المعلومة و الممارسة السينمائية، وقفنا على انخراطهم الطوعي والتشاركي في إنجاح ورشة (صناعة الفيلم الوثائقي) من تأطير الأستاذ “وليد سيف”، وقفنا على مشاركة شبابية تفاعلية في ورشة (إدارة الصورة) والتي كان فضل تأطيرها للأستاذ “حسام وهبة”.


لن نتزايد نفعيا على أثر المهرجان في نسخة الأولى و التي خلقت الحدث بمكناس، لن نركب لغو الكلام ونبخس تلك الطفرة النوعية للمهرجان و ركوب التحدي لصناعة فرجة تفاعلية بمكناس ذات قيمة جمالية ومعرفية فنية، لن نستصغر المؤشرات الكبرى للمهرجان والتي ترمي إلى جعل (مكناس مدينة للثقافة و السينما)، لن نقف عند التصفيق فقط، ولكن ممكن أن تكون لنا مجموعة من الملاحظات الشكلية والتي لا تنتقص من جدية برنامج المهرجان شيئا. ملاحظات في شق التسويق الإعلامي والذي بدا غير مقنع لحجم الوجوه الفنية الحاضرة رغم وجود كتيبة (عرمرم) من ممثلي الجسم الإعلامي الآتية من خارج مكناس، ملاحظات تحمل كلفة تسويق المهرجان على الصعيد الوطني والدولي مادام يحمل محمولا دلاليا (الدولي). ملاحظات كانت ممكن أن تكون سبقية ويحضر الإعلام المصري بقوة كضيف شرف (ثان) مادامت السينما المصرية هي المكرمة في النسخة الأولى من المهرجان.


يبقى تنوع تفاصيل برنامج المهرجان الدولي للفيلم العربي وفيا لتطلعات المنظمين، وهو ما يشد المتتبع للفعل السينمائي بمكناس، تبقى مكناس في حاجة إلى الإعلام العمومي الوطني لتسويق أنشطتها الوازنة، تبقى مكناس بالتكرار الممل في حاجة إلى مركب من الجيل الثالث يحتضن الملتقيات المحلية والجهوية والوطنية و المعارض و الأنشطة الثقافية و السينمائية والمسرحية .


لبداية النسخة الأولى من المهرجان الدولي للفيلم العربي وقع أثر بين على حديث ساكنة مكناس مهما اختلفت الآراء والأفكار وتنوعت بالتضاد، للبداية مواضع تصويب وتعديل ممكنة، للبداية قوة حدث صنع رجة فرجة و نقاش سينمائي بمكناس جدير بالتتبع.

بقلم: محسن الأكرمين/ مكناس

عن: فاس نيوز ميديا