قاعة القصر البلدي بمكناس تتحول إلى منصة للعرض السينمائي

سئمنا الكلام وهرمنا بمكناس من مطالب لازالت تكرر، وممكن أن تتكرر بدون ملل حتى عند أجيال قادمة، سئمنا من تفكير ونقاش بيزنطي يركبنا بالجمع بمكناس حول من السابق (الدجاجة “البنية التحتية” ولا البيضة” المهرجانات”)؟. غير ما مرة يحصل الأسف حد التيئيس من وضعية مدينة متدنية في سلم التنمية الوطنية، تحصل المقارنة بين مدينة تعيش مراحل التحدي المميت وبين مدن الفضل المنعم عليهم. فحين يحصل الاضطرار (أخاك مجبر لا بطل) و اللجوء إلى استخدام قاعة القصر البلدي ب(حمرية) كقاعة افتتاح للمهرجان الدولي للفيلم العربي، ثم كقاعة سينمائية تعرض فيها أفلام المسابقة والأفلام الرديفة، فإن الأمر يستدعي نواح البكاء و التأسي عن شوهة مدينة عريقة تستمل قاعة لكل المناسبات والأنشطة.

لن ننجر وراء حديث جدال السبق، هل الفكر أم اللغة؟، ولكن أطوح بالمسؤولية أرضا حين تم الاشتغال على الخلافات الهامشية بمكناس، حين نشأت طواحين الهواء الفارغة، حين تركت المدينة والساكنة بدون تنمية تفاعلية راقية، حين امتد مفهوم (العقاب الجماعي /القديم) بالمدينة وزكيناه بالقبول ولهجة الأمل في المستقبل و تسويف التمطيط ، حين أصبحت التسيير بالمدينة يرمز إلى التوافق، ومضبوط الخطوات المعدودة إلى الوراء (عندي عندك).

لا مركز للملتقيات، ولا مركب للندوات، ولا ملعب كبير، ولا مستشفى من الجيل الرابع، ولا أفق لمعاهد تعليمية عالمية، ولا سوق شغل نافدة، ولا بنية تحتية متكاملة… بل باتت ساكنة مكناس تسير وتحتمي بتاريخ ظل الأسوار  و التي أجزاء منها باتت تنهار يوميا.

مهرجان حضرته نخبة سياسية و دبلوماسية وفنية وثقافية ووجوه دولية، ولا قاعة ملتقيات تضم الحدث بمستوى المرجعية التاريخية لمدينة السلاطين. مهرجان يروم إلى خلق نهضة ثقافية بديلة تحمل فكرة الصناعة السينمائية، ولا قاعات في المستوى التسويق الإعلامي.

 في يوم حفل الختم  حتما سيأتي وزير الثقافة والاتصال مكرما ويستقبل سيادته بالزهور، ثم يلقي كلمته (الكوبي كولي ، بتغيير اسم المدينة)، ويقول، مكناس مدينة التاريخ، مدينة الثقافة… مدينة التراث و الفن والفنانين… بعدها ختمها ومن في القاعة يصفق بحرارة، و يتم تصوير (سيلفيات ) مع سعادة الوزير. وفي ختم نشوته الزائفة يعلن نجاح المهرجان ويقدم جوائز التكريم  ويبشر من حضر القاعة” … بأن قصر الندوات (المسرح الكبير)  قيد التفكير المراحل الأخيرة”.

 لكن حقيقة  القول، ما أسوأ أن تعيش ساكنة ومدينة على حلم الأمل و التسويف منذ عهد الاستقلال، ما أفلس الكلام الشفهي في الأضواء والذي ممكن أن يتسرب بين الأصابع مع ما ” تشتهيه الأنفس” في الأماكن الخافتة الإنارة. ما أمكر الخطاب السياسي حين يبعث بالأمل إلى الساكنة مرات عديدة بدون وفاء، ما أضعف سياسيي المدينة واقتصادييها و مجتمعها المدني و المكون الثقافي حين يجدون المتعة الكاملة في الاستفادة من وضعية مكناس المتدنية في رتب التنمية.

حقيقة يكفينا من هدر زمن التنمية بمكناس، يكفي برلمانيو المدينة من أخذ صور جلسات (الخيط الأبيض)، فمكناس تحتاج إلى ترافع مستميت، تحتاج إلى من يرفع ظلم قصور منافذ التنمية نحوها، تحتاج إلى  قيادة لا تحسن (قدي وعدي) و بناء عهود التوافقات السلبية، تحتاج إلى أولويات كبرى تستفيد من دعم المال العام الوطني، تحتاج إلى وقفة أشداء في خلق رجة تنمية تفاعلية بالمدينة.

متابعة للشأن المكناسي/ محسن الأكرمين.

عن موقع : فاس نيوز ميديا