بعد ستة أيام من العمل المتواصل في ظروف عادية بمساعدة الفريقين التقني والفني وساكنة المدينة العتيقة ، أنهى المخرج السينمائي والتلفزيوني عبد الاله الجوهري يوم الاثنين ثامن يوليوز 2013 تصوير آخر مشاهد فيلمه القصير الجديد ” ماء ودم ” بمسقط رأسه فاس . ويعتبر هذا الفيلم ، الحاصل على تسبيق على المداخيل قدره 200.000 درهم برسم الدورة الأولى من دورات سنة 2013 لصندوق دعم الانتاج السينمائي الوطني ، ثالث أفلام الجوهري السينمائية القصيرة والمتوسطة بعد ” كليك ودكليك ” و ” الراقص ” .
لم يكن اعتباطيا اختيار فاس العتيقة بأزقتها الضيقة ورياضاتها وفضاءاتها السياحية المعروفة ، ساحة وباب بوجلود والبرجين الشمالي والجنوبي وباب المكينة ومقابر المرينيين وغيرها ، لتصوير أحداث السيناريو الذي كتبه الناقد وخريج حركة الأندية السينمائية الأستاذ محمد اعريوس عن فكرة لمخرج الفيلم ، بل ما أملى على الجوهري هذا الاختيار أمران أساسيان هما : أولا ، ارتباطه بهذه المدينة التي ترعرع فيها ومعرفته الجيدة بها وبفضاءاتها المتنوعة ، ثانيا ، لأن مضمون الفيلم يعكس بشكل عام جانبا من التقاليد الثقافية المغربية الأصيلة بأبعادها الاجتماعية والروحية وغيرها وفاس هي الأقدر من غيرها على ترجمة ذلك من خلال معمارها وسكانها ومناخها الثقافي العام .
يحاول هذا الفيلم القصير ، الذي شخص أدواره الرئيسية الطفل ناجي الجوهري ، ابن المخرج ، ويونس ميكري ومحمد بسطاوي ونعيمة المشرقي وثريا العلوي ومحمد فراح العوان ، وأدار تصويره علي بنجلون ، ابن المخرج حسن بنجلون ، وساعد في اخراجه حميد زيان وأنجز ديكوره مولاي الطيب العلوي ونفذ انتاجه هشام المريني من خلال شركته ” دعاء للانتاج ” ، مقاربة عنصرين أساسيين في الحياة هما الماء ، الذي يرمز الى الحياة ، والدم ، الذي يرمز الى الموت ، وذلك من خلال بعض التقاليد الدينية والاجتماعية كالختان وذبح أضحية العيد وليلة الدخلة أومن خلال ذكريات بعض شخوص الفيلم مع تعذيب سنوات الرصاص أو مع الاجهاض … كما يركز على علاقة المغاربة بالدم رغم أنهم مسالمين ورغم أن تاريخهم أقل دموية من تاريخ مجتمعات أخرى .