علمت “فاس نيوز” من مصادر بمركز للارصاد الجوية، أن درجة الحرارة بالعاصمة العلمية تجاوزت، يوم الأربعاء الـ°40 درجة مع بداية أول أيام رمضان، كما سوف يستمر الطقس الحار بالجهة، حسب المصادر، طيلة أيام هذا الاسبوع .
الشئ الذي دفع أطفال الأحياء الشعبية بالمدينة إلى اللجوء إلى السباحة بأقرب نافورة إلى حيهم، ومنهم من يبادر إلى « الزحف » على نافورات بعيدة توجد بالشوارع الرئيسية بوسط المدينة، في غياب مسابح مخصصة لأطفال العائلات المعوزة بأثمنة في متناولهم. كلما ارتفعت درجة حرارة مدينة فاس « هرول » الأطفال نحو النافورات العمومية الموزعة بمختلف شوارع مدينة فاس، من أجل تلطيف حرارة أجسادهم الصغيرة، وليسبحوا في أحواضها، اغلبهم يختار أن يرتمي داخلها بملابسه حتى يتسنى له الفرار إذا ما حلت دورية لعناصر الأمن فجأة بعين المكان. ويتشكل أغلب الذين يلجؤون للنافروت من أجل السباحة خلال فصل الصيف، من أطفال الأحياء الشعبية أو من أطفال الشوارع والمشردين.
ورغم ما تشكله السباحة في النافورات من أخطار على هؤلاء الأطفال، وأمام غياب بدائل تقيهم الحرارة المفرطة التي قد تتجاوز 45 درجة مئوية، لا يجد الأطفال بدا من اللجوء إلى أحواض هذه النافورات للتلطيف عن أبدانهم من الحرارة المفرطة.
ومن النافورات التي تعرف إقبالا كبيرا، للسباحة في مياهها، من لدن الأطفال، نافورة البطحاء، التي توجد على مرمى حجر من مختلف أحياء المدينة العتيقة، وهي النافورة، التي جرى بنائها على شكل حوض مائي دائري كبير تتوسطه مضخات مائية تدفع الماء، إلى الأعلى على شكل رشاشات، مما يجعل من هندستها « صالحة » للسباحة، وتمكن الأطفال من الغطس في حوضها وهم ينتشون بالمياه المتدفقة منها، وهي تتساقط على أجسادهم فيحسون بالانتعاش في عز الصيف، غير أنه بين الفينة والأخرى تعكر أجواء استمتاعهم دوريات لعناصر الأمن، فيفرون بخفة داخل الأزقة الضيقة لحي البطحاء قبل أن يعودوا من جديد، في لعبة كر وفر، تتكرر لعدة مرات في اليوم.
غياب مسابح عمومية
ويُرجع سكان أحياء المدينة العتيقة والأحياء الشعبية بمدينة فاس لجوء أطفالهم للسباحة بالنافورات إلى غياب أي مسبح عمومي في متناولهم، وذلك بعد إغلاق مسبحين عمومين اثنين بمدينة فاس، أولهما مسبح البطحاء الذي كان يشكل متنفسا لمجموع أحياء المدينة العتيقة لفاس وللأحياء المحيطة بها، كأحياء بندباب وعين قادوس وظهر الخميس وبنسليمان، وهو المسبح الذي جرى تحويله إلى إدارة للصناعة التقليدية، والمسبح الثاني هو المسبح البلدي للمدينة الجديدة والذي أصبح مغلقا طيلة السنة بعد أن تم تفويته إلى أندية السباحة بمدينة فاس التي تستغله لفائدة منخرطيها وبأثمنة مرتفعة، ولم يبق إلا مسبح عمومي وحيد قريب من ساكنة مدينة فاس وهو مسبح سيدي احرازم والذي يتطلب الوصول إليه التنقل عبر الحافلات وسيارات الأجرة، فضلا عن تأدية ثمن تذكرة الدخول إليه والتي تصل إلى 30 درهما، وهو ما لا يمكن تحمله من طرف أغلب العائلات وخصوصا تلك التي لها عدة أبناء، أما المسابح « المصنفة » فتبقى بعيدة المنال عن ذوي الدخل المحدود، وخاصة أن أثمنة ولوجها قد تزيد عن 50 درهما لليوم الواحد