استقبل مستودع الأموات بمستشفى الغساني بفاس، بداية الأسبوع الجاري، رقما قياسيا في عدد الموتى بسبب حوادث متفرقة شهدتها جهة فاس بولمان وإقليم تاونات. وأوضح مصدر أن الأمر يتعلق بضحايا جرائم قتل وغرق وحوادث سير وعضات كلاب مسعورة، نسبة مهمة منها وافدة من دائرة تيسة، مشيرا إلى أن بعض الجثث وجدت في حالة تحلل.
ويرجح أن يكون هذا المستودع الواقع على يسار المدخل الرئيسي للمستشفى المذكور غير بعيد عن المندوبية الإقليمية للصحة بفاس، استقبل 18 جثة خلال يومين فقط وافدة عليه من مناطق متفرقة، لإخضاعها إلى التشريح الطبي لتحديد أسباب الوفاة، في إطار إجراءات عادية معتادة أو أبحاث فتحت للاشتباه في ظروف وملابسات وفيات معينة.
وفتحت ثلاجات المستودع أبوابها الثلاثاء الماضي، في وجه ست حالات أي نصف تلك الوافدة عليها قبل يوم من ذلك، بينها ضحية حادثة سير بباب الفتوح داسته حافلة، وطفل توفي نتيجة مضاعفات إصابته بجروح بعدما عضه كلب نواحي منطقة تيسة بتاونات، إضافة إلى جثتين عثرا عليهما ووفاة امرأة بقرية با محمد وغرق شاب في نهر ورغة.
والملاحظ أن غالبية الجثث التي استقبلها هذا المستودع، وجهت إليه من مناطق متفرقة بإقليم تاونات، خاصة من تيسة وبوعروس والقرية، والذي إضافة إلى الحالات المذكورة، عرف وفاة شيخ مسن بدوار تاورطة باخلالفة بعدما ساهمت الرياح في سقوط شجرة من نوع «تايدة» في حقل فلاحي فوق جسمه، بعدما شرع فلاح في تقطيعها دون أن يكمل ذلك.
ورغم حرص القائمين على هذا المستودع الذي تعود بنايته الصغيرة وغير الكافية لاستقبال كل الجثامين الوافدة عليه، إلى الفترة الاستعمارية، على تنظيفه باستمرار، فإن تحلل بعض الجثث التي يستقبلها بعد العثور عليه أياما من وفاة أصحابها، يؤدي إلى انبعاث روائح كريهة ونتنة تشتم من خارجه ومواقع قريبة منه، بشكل يضر بصحة العاملين والزوار.
وينتظر الجميع التفاتة من وزارة الصحة، الالتفاتة إلى هذا المستودع وإعادة ترميمه وتجهيزه أو بناء بديل عنه كاف وكفيل باستقبال الأعداد الهائلة من الجثث الوافدة عليها من أقاليم فاس وبولمان وصفرو ومولاي يعقوب وتاونات، وضمان سلامة العاملين فيه وتحسين ظروف عملهم وتعويضهم عن الأضرار التي يمكن أن تلحق بهم.