نصيحة من المعتقل معاذ إرشاد زعيم خلية البتار إلى أم آدم والإخوة في اللجنة المشتركة

توصلنا في منظمة (العدالة للمغرب) ببيان من المعتقل الإسلامي معاذ إرشاد المتهم بتزعمه خلية البتار والمتواجد حاليا بسجن سلا 2 ينصح فيه الأخت المناضلة أم آدم المجاطي والإخوة في اللجنة المشتركة بخصوص تحكيم الشيخ د.هاني السباعي، وهذا نص البيان:

رسالة إلى إخواني بخصوص تحكيم الشيخ هاني السباعي

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

اللهم لا سهل إلى ما جعلته سهلا و أنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : “المسلم أخوا المسلم لا يظلمه ولا يسلمه”

أما بعد :

لقد آلمني كثيرا ما صارت إليه الأوضاع بين من يفترض فيهم الدفاع عن المعتقلين الإسلاميين حتى صاروا إلى حزبين : حزب اللجنة وحزب أم آدم، مما لا يسر أي مسلم ويجعلنا فرجة للشامتين وصرنا في السجون بدل سماع ما يثبتنا على ديننا ويواسينا في محنتنا أصبحنا لا نكاد نسمع إلا الاتهامات المتبادلة وفرقة الصف والتهويل المبالغ فيه وسوء الظن وكل تخندق في فسطاطه ونبذ من عاداه والبعض ناصر طائفة دون أخرى تقليدا وعصبية وجرأهم من يصطادون في الماء العكر فصموا آذانهم عن كلام من خالفهم أو ثرب عليهم أو وعظهم وأصروا على التبعية العمياء والسير في ظلام حالك دون هدى و بينة وحاديهم وما أنا إلا من غزية إن غوت غويت وإن ترشد غزية أرشد.

أكتب هذه الكلمات بخصوص التحكيم الذي أصدره الشيخ هاني السباعي بين أطراف الدعوة نصيحة لنفسي وإخواني من الطائفتين ولمن تبع وتكلم نصرة لإحدى الطائفتين وأقول مستعينا بالله إن أمر الفرقة بين المسلمين أمر عظيم وفي كتاب الله أن هارون عليه السلام لم يلحق بموسى عليه السلام لئلا يفرق بين بني إسرائيل مع أن إحدى الطائفتين عبدت العجل قال تعالى ((قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92) أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93) قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (94). )) سورة طه. فينبغي أن تكون أعمالنا وأقوالنا لله لا لنيل رضى الناس فإنه غاية لا تدرك وإن القلوب بيد بارئها وإن السبيل الصحيح هو في التحاكم لشرع الله والرضى به والانقياد له قال تعالى : ((فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا(65).)) سورة النساء. وَعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ” انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا” قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ “هَذَا نَنْصُرُهُ مَظْلُومًا فَكَيْفَ نَنْصُرُهُ ظَالِمًا” قَالَ “تَأْخُذُ فَوْقَ يَدَيْه” رواه البخاري (2444).

وإن من أسوء ما يحصل الشهادة بغير علم لهذا الطرف أو ذاك خاصة في ظل وجود حكم شيخ من شيوخ المسلمين فينبغي للمسلم أن يكون أشد حرصا على دينه منه للتعصب بدون دليل شرعي قبل أن يقول كلمة يحسبها هينة وهي عند الله عظيمة فتجد المرء يسب غضبا وحمية بما يجب فيه الحد مستهينا بحرمات الله إذا رأى من سبقه فاتبعه استهتارا.

عن عبيدة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجيء أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته”. قال إبراهيم “وكانوا يضربوننا على الشهادة والعهد” رواه البخاري (2509). وأنصح إخواني بمراجعة حديث الإفك وكلام العلماء حوله حتى يحي في قلوبنا تعظيم حرمات الله.

وإن الرجوع إلى الحق متى ظهر لصاحبه خير من التمادي في الباطل قال ذو النون “إن أحب عباد الله إلى الله عز وجل أعقلهم عنه, وإنما يستدل على تمام عقل الرجل وتواضعه في عقله بحسن استماعه للمحدث إن كان به عالماً, وسرعة قبوله للحق وإن كان ممن هو دونه وإقراره على نفسه بالخطأ إذا جاء منه”.

هذا و سنسأل أمام الله سبحانه عن كل كلمة نقولها ولن ينفعنا أن نقول إنما اتبعنا فلانا أو علانا قال الله تعالى : ((كُلُّ نَفسٍ بِمَا كَسَبَت رَهِينَةٌ (38).)) سورة المدثر

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : “لَمْ يَكُنْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبَّابًا، وَلَا فَحَّاشًا، وَلَا لَعَّانًا” رواه البخاري. وقد قال في حديث “البذاءة من النفاق”.
فمن أراد اتباع هديه فذاك ومن ابتغى غير سبيله وتنكب عن طريقه ضل السبيل وإن الظلم ظلم وخير الخطائين التوابون والإنصاف لا يعني مسك العصا من الوسط فالتلاعب بالألفاظ لا يغير من حقائق الأمور شيئا والكثرة لا تعني في ميزان الحق شيئا قال الله تعالى : ((وَإِنْ تَتَّبِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ الله)).

فالتواصي بالظلم والتهوين منه و اللجاج في الخصومة والتلبيس في الحجة وتكثير السواد بكل سبيل لتزويق الباطل ونفي الشبه عنه حتى يحسب الرائي السواد من كثرته حقا فليس هذا من سبيل المؤمنين وما كان غثاء الناس وكثرة دهمائهم يوما دليلا على الحق فكيف بما يخفى أمره على كثير من المتتبعين المنصفين. عن أبي هريرة رضي الله عنه, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت”.
فأبدأ موجها حديثي لإخواني في اللجنة المشتركة فأقول لو أن الشيخ هاني السباعي حكم لكم أكنتم ترضون حكمه ؟؟؟ وإذا لم تقبلوا حكمه فهل تعلمون أن الطريق السوي هو بمراجعة الحاكم بينكما لا بمزيد من التحزيب والمزايدة عليه بقول غيره ؟؟؟.

وأقول لكم إخواني أن كثيرا من المعتقلين الإسلاميين لا يقبلون بالوضع الحالي ويعيبون انحراف اتجاه بعض أفراد اللجنة عن نصرة قضيانا إلى الخصومة الشخصية وإن ما نراه من مستوى النقاش بل السب والشتم مما يقوم به بعض المحسوبين على اللجنة أمر شنيع جدا فلا يمثل المعتقلين الإسلاميين ويسيء إلينا كثيرا وإننا ما أسرنا إلا من أجل ديننا وبالتالي فلا يمكن أن نقبل أن تهان مسلمة عفيفة شريفة ما علمنا عنها إلا خيرا ونصرة للدين بمالها وأبنائها وإننا نعظم حقها وحرمتها وندين ما تتعرض له من ضغوطات وما يقوم به البعض من محاولة تأليب المعتقلين ضدها وتشويه جهودها لنصرة الدين. فإننا نحسبها ـ بما لها من سابقة ـ من خير من نصر دعوتنا وثبات على الدين ولم تبدل أو تغير هذا والله حسيب كل امرئ.

فأوصيكم إخواني شفقة وحذرا أن تغرق هذه السفينة التي تقلنا جميعا بترك ما يوجب الشحناء والتحزب والأخذ على يد من يسعى في ذلك حتى أن أحدهم قال لو أن القاعدة وقفت في صف أم آدم لوقفنا في الصف المضاد. وما يكشف عنه مثل هذا الكلام من نية مبيتة لمعاندة الحق بعد تبينه ورد الحق أيا كان قائله والمولاة والمعاداة في الأشخاص ولا أريد الاستطراد في هذا الأمر لعل وعسى أن تؤوب قلوب وتنزع عنها ما شابها ونسأل الله بصدق أن يهديها ويعينها فإن من الصعب التراجع على من ولغ في هذا الباب.

وقد آن الأوان لتجاوز هذه الأمور التي تعيق مسيرنا وطي صفحة الماضي بالاستجابة للشيخ فيما طرحه وهو سهل هين إن شاء الله و به تصفوا القلوب حتى ننتقل إلى ما ينبغي علينا الانشغال به حقيقة.

وأقول لأختنا أم آدم المجاطي أن تصبر وتحتسب ما يصبيها فهذا أيضا من البلاء ولا ينبغي أن يصرفنا عن جهودنا في نصرة الدين، وقد ود الشيطان والأعداء لو يظفرون منا ولو بهذه فقط بالشحناء والتحريش بيننا فننشغل ببعضنا فيما ينشغلون هم بأجندتهم السوداء في غفلة من حماة الدين وأنصاره. ومن صبر وتواضع للمصلحة العامة للمسلمين رفعه الله ولابد قال تعالى: ((إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا(38).)) سورة الحج.
وقال تعالى: ((إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ(51).)) سورة غافر.
وفي الختام أجدد نصيحتي لإخواني جميعهم وخاصة من ليس طرفا في هذا النزاع بدرء الفتنة ما أمكن وبحسن الخطاب وترك كل ما يوغر الصدور من الفحش في القول والسباب والشتم والكذب والرجم بالغيب والسعي بالنميمة.
ومن عصمه الله من الدخول في هذا الأمر كله فليحمد الله و ليدعو لإخوانه بخير ولا يكن عونا للشيطان والأولى أن نشغل وقتنا بنصرة ديننا والتعاون مع إخواننا على البر والتقوى لا أن لا يكون لنا ظهور وجهد وكلام إلا في الفتن.
عصمنا الله وإياكم من كل سوء، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

معاذ إرشاد – معتقل إسلامي في سجن سلا 2
المغرب الأقصى
13/07/2013