في إطار زيارة وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله، التي تعتبر الأولى لوزير خارجية غربي إلى مصر منذ الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، رفض الوزير الألماني المقارنة بين الزعيم النازي أدولف هتلر والرئيس المصري المعزول محمد مرسي، باعتبار أن الأخير، كان أول رئيس منتخب، قام الجيش بعزله، فيما أن الآخر (هتلر)، بدأ حرباً مروعة دفعت بالعالم إلى الفقر والبؤس وأوضح: إن (هتلر) قتل ستة ملايين يهودي بسبب ديانتهم فقط .
وأضاف: نحن الألمان مقتنعون بأن هذه الجريمة المروعة، لا يجب على الإطلاق التهوين من شأنها من خلال مقارنتها بتطورات أخرى في أي مكان آخر. وجاء ذلك رداً على تشبيهات قام بها مصريون بين مرسي وهتلر، بعد أن طالبت ألمانيا بالإفراج عن مرسي. وهو ما اعتبره مصريون انحيازاً من الجانب الألماني لمرسي، خاصة وما اعتبر أوجه القرابة بين الاثنين، أنهما وصلا إلى الحكم من خلال عملية ديمقراطية.
وكان المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية المؤقت ،قد استقبل وزير خارجية ألمانيا جيدو فيستر فيله ، وتناول اللقاء معالم المرحلة الانتقالية ومسار المُصالحة الوطنية، والجدول الزمني لخارطة الطريق.
كما التقى وزير خارجية المانيا والوفد المرافق له ،الفريق أول عبدالفتاح السيسى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والانتاج الحربى، بحضور عدد من كبار قادة القوات المسلحة والسفير الألماني بالقاهرة.
تناول هذا اللقاء تبادل الآراء حول المتغيرات الداخلية علي الساحة المصرية وتأثيرها علي خارطة الطريق للتحول الديمقراطي، واتفق الجانبان على أهمية نبذ العنف لتحقيق الاستقرار والمصالحة في إطار من التوافق الوطني.
كما استقبل الدكتور فيستر فيله خلال زيارته للقاهرة ، الدكتور محمد البرادعي ، بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، للإطلاع على الوضع السياسي وعلى الجهود المصرية لمحاولة إنهاء الأزمة الراهنة. وأكد البرادعي في الوقت نفسه أنه من المهم أن نبذل كافة الجهود لحل الأزمة الحالية بعيداً عن إراقة الدماء، حفاظاً على أرواح وأمن المواطنين بمُختلف انتماءاتهم، مُشيراً من ناحية أخرى إلى أنه من حق الدولة الدفاع عن المواطنين، إزاء أي ترويع أو تهديد يتعرض له أمنهم.
وتعليقا على طلب الوزير الالمانى لقاء الرئيس السابق محمد مرسى، قال الدكتور محمد أبو الغار رئيس الحزب المصرى الديمقراطى : إن كاثرين اشتون مسؤولة العلاقات الخارجية بالاتحاد الاوربى، التقت به بهدف التعرف على وضعه وليس من المعقول ان نسمح لكل دبلوماسى يأتى لمصر ان يزوره.وأضاف أبو الغار أن فض الاعتصامات ليس الحل المثالى، لأن الاخوان قد يلجأون لتنظيم المظاهرات فى اماكن متفرقة والحل الحقيقى يكمن فى التفاوض معهم من خلال الحكومة واقناعهم بأن د. محمد مرسى لن يعود رئيسا للجمهورية.
ويذكر أن ائتلاف الجماعات الإسلامية في مصر الذي يطالب بإعادة الرئيس الإسلامي المعزول محمد مرسي إلى الحكم، قد رفض دعوة وزارة الداخلية لهم بإخلاء مواقع اعتصامهم في القاهرة. وقالت آلاء مصطفى المتحدثة باسم الائتلاف لوكالة فرانس برس : سنواصل اعتصاماتنا واحتجاجاتنا السلمية . ويأتي ذلك بعد أن دعت وزارة الداخلية المصرية في وقت سابق مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي، لمغادرة مواقع اعتصامهم بالقاهرة وذلك بعد يوم من تلقي توجيهات من الحكومة، المدعومة من الجيش بفض الاعتصامات. وفي بيان تلي على شاشات التلفزيون تعهدت الداخلية بخروج آمن وحماية كاملة لكل من يستجيب إلى هذه الدعوة انحيازا إلى استقرار الوطن وسلامته.
وظل المحتجون على تحديهم واستعدوا للأسوأ، في موقع الاعتصام في منطقة رابعة العدوية حيث تم تنظيف الأرض، لتسهيل حركة سيارات الأسعاف. ووضعت أكياس من الرمال في أنحاء منطقة الاعتصام لاستخدامها في إخماد عبوات الغاز المسيل للدموع. وخلف حاجز من الطوب وأكياس الرمال وضعت أكوام من الحجارة لاستخدامها في التصدي لأي هجوم.