أكد الأستاذ محمد أمين الصبيحي عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ووزير الثقافة أن خطاب العرش الأخير جاء محملا بالمنجزات الكبرى في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية ، التي بوات المغرب مكانة متميزة في ركب الأمم الصاعدة ،مؤكدا عزم جلالته الراسخ في مواصلة تحقيق المشروع المجتمعي المغربي ، المبني على أسس النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة والتضامن الاجتماعي والحكامة الجيدة واستكمال المؤسسات الدستورية . والنجاحات الهامة والتقدم الملموس الذي أحرزه المغرب في كافة المجالات .
وسجل محمد أمين الصبيحي في اللقاء المفتوح الذي نظمه الفرع الإقليمي لحزب التقدم والاشتراكية بفاس مساء يوم الجمعة 2 غشت 2013 اعتزاز حزب التقدم والاشتراكية بالمؤسسة الملكية التي أكدت باستمرار عن الإرادة الأكيدة في مباشرة الإصلاح والتطوير ، وإعمال المنهجية الديمقراطية وفقا للدستور .
واعتبر عضو المكتب السياسي أن الخطاب الملكي التاريخي ل 9 مارس 2011 والذي أفرز دستور جديد وأعطى للتجربة الديمقراطية ببلادنا دفعة قوية اتجاه إرساء دولة القانون والمؤسسات ، جعل المغرب منفرد في محيطه العربي والمتوسطي ، فضلا عن تراكمات المسلسل الديمقراطي ، وهو ما لا تستقيم معه المقارنات السطحية التي يحاول البعض عقدها بين تطورات الوضعية السياسية في بلادنا ومسار الأحداث في عدد من البلدان الأخرى .
واعتبر محمد أمين الصبيحي أن جواب حزب التقدم والاشتراكية عن سؤال ما العمل اليوم ؟ ينطلق من ثوابته الفكرية والنضالية المتميزة لمساره على امتداد سبعة عقود من الكفاح و العمل والانحياز دوما إلى مطالب الشعب وقواه المستضعفة الطامحة إلى التغيير والإصلاح والعيش بكرامة . مؤكدا أننا’ اليوم أمام مشاورات تهدف إلى تشكيل أغلبية جديدة في نطاق تطعيم وترميم الحكومة الحالية ، التي لاتزال قائمة على الأسس التي بنينا عليها قرار المشاركة في الحكومة ’واعتبره قرارا سياديا ومستقلا عن أية جهة من الجهات ، مضيفا أنه قرار تاريخي محسوب لم يتخذ على حساب هوية ومبادئ الحزب .
وقال وزير الثقافة أن الحزب حرص خلال تواجده في الحكومة التي دخلها وفق برنامج تعاقدي على أداء دور ، وطبقا لميثاق الأغلبية المبرم.
وأشار الأستاذ محمد أمين الصبيحي أن حزب التقدم والاشتراكية بذل مساعي حميدة لتجاوز بعض الخلافات التي برزت في الأغلبية الحكومية بعد تغيير أحد مكوناتها لقيادتها وبفضل هذه المساعي تم عقد اجتماع لهيئة رئاسة تحالف الأغلبية شهر فبراير الماضي ،كلل بنتائج ايجابية ، تم الاتفاق خلاله على مراجعة ميثاق الأغلبية ، وتداول قادة الأحزاب الأربعة المشكلة للأغلبية الحكومية في مختلف القضايا الكبرى والمصيرية ، موضحا انه بعد قطع أشواط كبيرة في اتجاه تسوية الخلافات فوجئنا بتنامي ازدواجية خطاب احد مكونات الأغلبية، حيث يتفق مع مكونات التحالف على أمور ، ويتوجه غالى الرأي العام بتصريحات معاكسة تماما ، متماديا في المس بكرامة الأشخاص وتبخيس عمل الأغلبية الحكومية .
وبناء على ذلك قال عضو المكتب السياسي أن الحزب أدرك أن هناك مناورات تستهدف تعطيل عجلة التقدم وتحريف مسار الإصلاح عن وجهته الصحيحة . وأكد الحزب أن خير جواب إنما يتمثل في الإنكباب على إخراج الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية الأساسية إلى حيز الوجود ، من خلال تسريع وتيرة العمل الحكومي وارفع من فعاليته ونجاعته ، على نحو ما أكدت عليه اللجنة المركزية في وثيقة ’ البديل التقدمي لمواجهة الأزمة ’ التي صادق عليها خلال دورته العاشرة .
وعلى مستوى أخر أكد وزير الثقافة أن المغرب لم ينتظر انبثاق معالم الربيع العربي لكي يدخل مسارات الانتقال الديمقراطي الهادئ والتدريجي بل دشن هذه المرحلة منذ بداية العشرية الأخيرة للقرن الماضي ، وبذلك يعتبر الخيار الديمقراطي ببلادنا ثابتا من الثوابت المرجعية للتجربة المغربية في الانتقال من عهد السلطوية إلى مرحلة الدولة الديمقراطية المبنية على المؤسسات المؤطرة بمنظومة الحقوق والواجبات والحريات .
واعتبر محمد أمين الصبيحي ساعة الحسم قد دقت من أجل التجند لتحصين التجربة الديمقراطية المتقدمة التي يخوضها المغرب منذ سنوات تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة .
وعبر وزير الثقافة عن اعتزاز حزب التقدم والاشتراكية لما حمله خطاب العرش من أبعاد داعمة للحكومة باعتبارها حلقة جديدة ضمن مسلسل الإصلاح .