وشهد شاهد من اهلها ، فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب ينتفض ضد عبد الإله بنكيران خلال الجلسة العامة التي عقدها يوم الخميس الفارط .
الجلسة عرفت مواجهة ساخنة بين برلمانيي العدالة والتنمية والحبيب الشوباني الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان ، عندما أشهر هذا الاخير ” فيتو” الحكومة في وجه مقترح القانون الذي تقدم به البرلمان يخص لجان تقصي الحقائق .
فيتو الحكومة هذا والمنصوص عليه في الفصل 120 من الدستور المغربي يقضي بإمكانية الحكومة ايقاف عملية التصويت على مقترحات القوانين التي تتقدم بها الفرق النيابية ، حق الفيتو هذا، كان السبب الرئيسي في عرقلة القوانين التنظيمية إلى حدود الساعة ، الحبيب الشوباني لم يتورع هذه المرة في استعمال هذا الفيتو معرقلا العملية التشريعية المعطلة أصلا في المغرب ، ما دفع “بوانو رئيس الفريق البرلماني لحزب العدالة والتنمية إلى الخروج عن صمته وتفريغ شحنة غضب جمة على الشوباني مخاطبا إياه ” الحكومة غير واضحة في مواقفها ، هذا تعسف كبير وما وقع يبكي ” وأضاف موجها مدفعيته للشوباني صديقه من نفس الحزب ” لم أقدر على مواجهتك ، من هنا ، لأنك تبهدلت وبهدلت معك الحكومة ” .
كما اتهم “بوانو” الحكومة بالتمثيل على الشعب وليس تمثيل الشعب ، عندما خاطب الشوباني : ” صعيب نكونو معاكم في المسرح ، ولا يمكنني لعب دور الكومبارس أو أي دور في هذه المسرحية ” .
الشوباني بدا متوثرا ، وألقى بالتهمة على رئيس الحكومة عندما قال بأن رئيس الحكومة هو من يتحمل المسؤولية في يقع من اصطدام بين البرلمان والحكومة وأن بنكيران هو من طلب من الحكومة ايقاف التعامل مع البرلمان فيما يخص المناقشة والتصويت على مقترحات القوانين التنظيمية ، كما أضاف قائلا بأن بنكيران هو من اجتهد في اللجوء إلى الفصل 120 من الدستور لتعطيل عملية التصويت .
بوانو ، أعلن في هذه الجلسة العصيان ضد بنكيران وحكومته ، متزعما حركة تمرد برلمانية ضد الحكومة ضمت فريق العدالة والتنمية والاستقلال وفرق المعارضة ، بوانو حضي بتصفيق كبير من طرف البرلمانيين ، ودعم ومؤازرة من طرف فرق الاغلبية والمعارضة .
بهذه الفصل الجديد من مسرحية تعنت رئيس الحكومة ، يكون الدستور المغربي قد أصبح ألعوبة بيد عبد الاله بنكيران ، يعمل قواعده ويعطل أخرى وقتما شاء ، بنكيران سيتخلى عن مبادئ الدستور في الأيام المقبلة القريبة عندما سيزف لعموم المغاربة جولة جديدة من ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية ، ويتغاضى عن فصوله الداعية لحفظ كرامة المواطن وحقوقه الاساسية في العيش الكريم ، لكن عندما تعلق الأمر بحاجة تشريعية تقتضيها مصلحة الأمة أشهر ورقة الفيتو معطلا العملية التشريعية برمتها محدثا حالة تصادم خطيرة بين مؤسستين دستوريتين ، في الوقت الذي مازلت كسور تعنته الدافعة لانسحاب حزب الاستقلال لم تجبر بعد .
السؤال هنا : هل صوت المغاربة على بنكيران من أجل أن يروا هذه المهازل بأم أعينهم بطلها رجل قد فقد بوصلته ، وأصبح يخبط خبط عشواء هنا وهناك ، هل صوت المغاربة على بنكيران من أجل قتل دستورهم الذي تجشموا بمعية ملكه عناء إخراجه للوجود ، هل يعي بنكيران خطورة ما يفعل وحجم الجرم الذي يرتكبه في حق من صدقوا كلامه ذات يوم ، الظاهر أن ردة فعل الشعب على حجم الجرم الممارس عليه ستكون مدمرة .
زهير حنفي