ترأس أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله ، مرفوقا بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن ، وصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد ، وصاحب السمو الأمير مولاي إسماعيل، ليلة أمس الاحد بمسجد حسان بالرباط، حفلا دينيا كبيرا إحياء لليلة القدر المباركة.وبعد صلاتي العشاء والتراويح، رتل المقرئ الطفل بلال الشمسي (13 سنة) من مدينة الدار البيضاء ، وهو الفائز بالرتبة الأولى لجائزة محمد السادس الوطنية في حفظ القرآن الكريم وتجويده وترتيله، آيات بينات من الذكر الحكيم، ثم تقدم للسلام على صاحب الجلالة وتسلم الجائزة من جلالته.
وتعكس هذه الجائزة الاهتمام والرعاية اللذين ما فتئ أمير المؤمنين يوليهما لحفظة كتاب الله وتشجيع النشء الصاعد على حفظ وتجويد القرآن الكريم، كما تجسد قدم وعراقة صلة أهل المغرب بالقرآن الكريم، حفظا وترتيلا وتجويدا، والعناية الخاصة التي حظي بها كتاب الله وأهله عبر تاريخ المغرب.
إثر ذلك، ألقى الأستاذ عبد الهادي هونر كامب من الولايات المتحدة الأمريكية، بين يدي جلالة الملك، كلمة باسم العلماء المشاركين في الدروس الحسنية الرمضانية لعام 1434 ه، أعرب فيها عن شكرهم الجزيل وامتنانهم الكبير لجلالة الملك على تشريفهم بالمشاركة في هذه الدروس. وأكد أن الدروس الحسنية الرمضانية أصبحت بإجماع أهل العلم والفكر مدرسة فكرية عالمية فريدة من نوعها لا سيما وأن مجالسها تؤطر بدروس يتناوب على إلقائها نخبة من علماء المملكة ومن ضيوف جلالة الملك الوافدين من مختلف أنحاء المعمور، مع ما يواكبها من أنشطة علمية ولقاءات فكرية في المساجد والمؤسسات بمختلف جهات المملكة.
وأضاف الأستاذ عبد الهادي هونر كامب أن العلاقة بين إقامة هذه الدروس والحوار الحي الذي يتم بين الحاضرين هي علاقات تعاونية وتعليمية ، من جهة ، وعلاقات تعارفية ، من جهة أخرى .
وقال “لقد لاحظنا ، عن قرب ، اهتمام جلالتكم العظيم بتعليم القرآن الكريم وسعيكم الدؤوب إلى بسط التجديد في وسط الشعب المغربي الكريم بأخلاق التضامن والمواطنة التي تعتبر نموذجا يحتذى ومنهجا يقتدى ” ، مبرزا ما قدمه جلالة الملك وما يقدمه لأبناء شعبه من أعمال جليلة في شتى المجالات الاجتماعية والتعليمية والاقتصادية والعمرانية وغيرها.
وبهذه المناسبة الدينية العظيمة تم ختم صحيح البخاري من طرف العلامة عبد الله اكديرة رئيس المجلس العلمي المحلي بالرباط، بعد سرد “حديث الختم” من طرف الفقيه الحسن إد سعيد مدير برنامج تكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات.
وفي أعقاب ذلك، سلم أمير المؤمنين جائزة محمد السادس ل “أهل القرآن” و جائزة محمد السادس ل”أهل الحديث” للفائزين بهما على التوالي، السيد أحمد بن عبد السلام كرام فقيه وإمام وواعظ بالمسجد القديم بآيت إيعزة (إقليم تارودانت)، والسيدة بهية القطبي مدرسة “الموطأ” وصحيح البخاري بالمسجد الأعظم بمكناس.
كما سلم جلالة الملك، حفظه الله ، جائزة محمد السادس للكتاتيب القرآنية بفروعها الثلاثة للسيد عبد الرزاق الوزكيتي مسؤول معهد العرفان للتعليم العتيق بآسفي (جائزة التسيير)، والسيد محمد آيت الطالب مسؤول كتاب أحمد بن عطية إقليم الحوز (جائزة منهجية التلقين)، والسيد إبراهيم بومعيز مسؤول كتاب الإمام نافع عين الشق بالدار البيضاء (جائزة المردودية).
وفي ختام هذا الحفل الديني المهيب رفعت أكف الضراعة إلى المولى عز وجل بأن يحفظ أمير المؤمنين حامي حمى الملة والدين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وينصره نصرا مبينا يعز به الإسلام والمسلمين، وبأن يتوج بالنجاح أعماله ويحقق مطامحه وآماله ويبارك خطوات جلالته، وبأن يقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن ويشد أزر جلالته بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وبباقي أفراد الأسرة الملكية الشريفة.
كما توجه الحاضرون بالدعاء إلى العلي جلت قدرته بأن يمطر شآبيب رحمته ورضوانه على فقيدي العروبة والإسلام جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني ويكرم مثواهما ويطيب ثراهما.
حضر هذا الحفل الديني، على الخصوص، رئيس الحكومة، ورئيسا مجلسي النواب والمستشارين، ومستشارو صاحب الجلالة، وأعضاء الهيئة الوزارية، وسفراء الدول الإسلامية المعتمدون بالرباط، وكبار ضباط القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية، والعلماء الذين شاركوا في الدروس الحسنية الرمضانية، ورؤساء المجالس العلمية والمنتخبون وعدة شخصيات مدنية وعسكرية.