نحن على بُعد ساعات من أول أيام العيد، ولا بد أنك تستعد له وتمني نفسك بالكثير من الأمور التي قد يكون منها الطعام والشراب الذي تعتزم تناوله في أول فطور لك منذ شهر كامل. وحتى لا يتحول هذا الفطور من احتفالية سعيدة إلى كارثة مزعجة ومن جَمعة عائلية في البيت إلى زيارة ثقيلة لعيادة الطوارئ، فعليك التنبه والحذر.
ولا بد أن العديد من المشاكل الصحية التي تواجه الناس أول أيام العيد ترجع إلى تناول الأطعمة والمشروبات بشكل خاطئ، والتي تختلط فيها الدهون بالحلويات والكافيين، مما قد يقود في الحد الأدنى إلى انزعاج الشخص وعدم راحته، ولكنه قد يتفاقم ليؤدي إلى تلبكات معوية أو اضطرابات قد ترسل المرء إلى المستشفى بسرعة. وحتى يكون عيدك سعيدا ودون حوادث غذائية فإننا ننصحك بالتالي:
- تذكر أولا: أنه يوم العيد، ولكنه ليس وقت الانتقام! وهذا يعني أنه ليس مطلوبا منك أن تنتقم بسبب ما تعتقد بأنه “حرمان” مررت به في شهر رمضان، وبالتالي فهو يدفعك إلى صب جام غضبك وثورة جوعك على أطباق اللحوم والأرز متعمدا إفنائها عن بكرة أبيها. والحقيقة أن من تنتقم منه فعلا عند قيامك بذلك هو جسمك وصحتك. لذلك أخرج هذا التفكير من رأسك، واعلم أن يوم العيد هو مجرد يوم آخر.
- في بواكير صباح العيد، اكسر جوعك بتناول شيء خفيف على المعدة ويحتوي في نفس الوقت على مقدار جيد من الطاقة لإعطاء القوة والنشاط، وهنا يشكل التمر خيارا ممتازا للغاية، فهو خفيف على المعدة ولا يسبب تلبكها، كما أنه يحتوي على السكريات. تناول بضع تمرات واشرب أيضا الماء. أما إذا كنت مريضا بالسكري فيجب عليك استشارة طبيبك الذي سيوجهك حول الكمية من التمر التي تلائمك.
- يرغب البعض بتناول فطور ثقيل متذرعين بحاجتهم لمقدار كبير من الطاقة لأن أمامهم يوما طويلا من الزيارات والرحلات العائلية، ولكن هذا السبب يجب أن يدفعك إلى العكس تماما، وهو الاعتدال في وجبة الفطور حتى لا تشعر بالخمول والتعب بسرعة وتجد نفسك تغفو وأنت جالس عند مضيفك.
- حاول أن تبتعد في الفطور عن الأطعمة الدسمة كاللحوم والكبد والقشطة والسمن والزبدة، ولا تنسى أن جسمك قد تعود طيلة شهر كامل على الصيام وعدم دخول طعام له في النهار. ولذلك فإن تحميل هذا الكم من الأغذية الدهنية في الصباح قد يشكل مفاجئة للجسم تربكه.
- مع أن الأغذية النباتية غنية بالألياف ومفيدة، مثل الفول والحمص والقرنبيط، إلا أن المبالغة في تناولها صباحا قد يشكل حملا كبيرا على الأمعاء أيضا ويؤدي إلى النفخة والغازات. اقتصد في تناول هذا الأطعمة.
- مفتاح الفطور الصحي هو الاعتدال. تناول شريحة من الخبز الأسمر مع بعض اللبن أو اللبنة، وأضف إليها شرائح الطماطم والخيار وقليلا من زيت الزيتون. وبذلك فأنت تكسر جوعك وتزود جسمك بالطاقة وتدخله تدريجيا في نمط الغذاء المعتاد بعد رمضان.
- إذا كنت تشتهي صنفا معينا بشدة في الصباح كالبيض المقلي بالجبن الذائب مثلا، وكنت مصرا على أكله، فقلل الكمية للحد الأدنى، واكتف بلقيمات صغيرة تكسر رغبتك وتسكن جوعك. وتذكر أن معك اليوم بطوله.
- إذا كنت تأخذ علاجات معينة فعليك الالتزام بها وفق إرشادات الطبيب، لا تؤخر تناول الدواء أو تغير موعده أو تنساه. وبإمكانك ضبط المنبه أو الهاتف ليذكرك بموعد أخذ العلاج حتى لا تنسى ظانا أنك ما زلت في رمضان.
- لا تسرف في الكافيين بعد الفطور، وهذا يشمل الشاي والقهوة والمشروبات الغازية والكاكاو. ولا تنسى أن أمامك يوما طويلا من الزيارات التي ستنهمر فيها أكواب القهوة عليك كالمطر، ولذلك فلا تبدأ يومك بكوب كبير من القهوة أو الشاي. واستعض عنها بكوب من العصير الطازج المحضر في المنزل دون إضافة السكر، والذي سيعطيك الفيتامينات والطاقة من دون الكافيين.