تظل قضايا الشباب وسبل تلبية تطلعاته في صلب اهتمامات صاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي حرص منذ توليه العرش على وضع هذه الشريحة من المجتمع في صلب مشروع التحديث المجتمعي الشامل، عبر تعزيز انخراطه في مختلف الإصلاحات الديمقراطية والأوراش التنموية التي تشهدها المملكة. ولأن ادماج الشباب في مسار التحديث والانتاج رهين بمدى تأهيله وتثمين امكانياته، فقد حرص جلالة الملك على إيلاء عناية خاصة بمختلف مداخل تكوين الأجيال الصاعدة، وإعدادها للمساهمة في المسار التنموي والديمقراطي للمجتمع.
وفي هذا الصدد ما فتئ جلالته يشدد في العديد من المناسبات على ضرورة تجاوز الصورة النمطية في التعامل مع الشباب باعتبارهم عبئا على المجتمع ، والتعامل معهم بالمقابل كمخزون تنموي واعد من خلال استراتيجية شاملة تضع حدا لتشتت الخدمات القطاعية المقدمة للشباب وتعبئ مقدرات الدولة لبلورة مقاربة مندمجة لقضاياهم.
وهكذا رسمت الخطب والمشاريع والتوجيهات الملكية في مجملها خارطة الطريق لتأهيل هذه الفئة التي تجسد طموح الشعب المغربي حتى تضطلع بدورها كاملا في خوض المعركة المجتمعية الشاملة وتكون قوة ديناميكية وأداة مؤثرة في الدفع بالنسيج الاجتماعي والاقتصادي، وبما يتيح استثمار مؤهلاتها في إسناد مسار الترقية الاجتماعية وفق تدبير كفئ متين ومفعم بروح المواطنة والمسؤولية.
وفي هذا الإطار حرص جلالة الملك على تمكين الشباب من كل الفرص التي تتيح له إبراز كفاءته وتوظيف مهارته، وذلك من خلال مجموعة من المشاريع والبرامج التي توفر له كافة سبل النجاح سواء تعلق الأمر بالتكوين والتأطير أو بالإدماج.
كما بادر جلالته إلى تشجيع الشباب على الانخراط في الحياة السياسية باعتبارها بوابة أساسية لضمان مستقبل أفضل، وهو ما تجسد بالخصوص في القرار السامي بتخفيض سن المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية إلى ثمانية عشرة عاما.
وجسد هذا الاهتمام الملكي الرغبة الأكيدة في مساعدة الشباب على تحقيق الذات? وتحمل المسؤولية? وتحقيق طموحه المشروع في اندماج أفضل على الصعيدين الاجتماعي والمهني? ولاسيما عبر خلق آفاق أوسع لفرص الشغل.
كما تجسد في حرص صاحب الجلالة على توفير الظروف الملائمة لولوج الشباب الى خدمات السكن والصحة ومختلف خدمات القرب من مرافق رياضية? وفضاءات ترفيهية? وهياكل تساعد على الاندماج ومراكز تكنولوجيا المعلومات والاتصال، وتسهيل انخراطهم في مجالات الإبداع الثقافي والفني.
وفضلا عن الأوراش الاجتماعية والاقتصادية الكبرى التي تستهدف هذه الشريحة، تمثلت العناية الملكية الموصولة بها في حرص جلالته شخصيا على تدشين عدد من مراكز التكوين وإدماج الشباب في مختلف مناحي الحياة بمختلف مناطق المملكة (دور الشباب ومراكز التكوين في التقنيات الفلاحية وفي مهن الصناعة التقليدية ومهن السياحة ومراكز للتكوين وتقوية قدرات الشباب).
هي مشاريع تعكس إرادة ملكية ثابتة لإعطاء الشباب المغربي وسائل النهوض بأوضاعهم، ومن خلالها، تقديم الإسهام النوعي في صنع التغيير المنشود ضمن مسار تنموي وتحديثي شامل.