أحالت الشرطة القضائية بفاس على النيابة العامة بمحكمة الاستئناف، شابا في بداية عقده الثالث، بتهمة الضرب والجرح بالسلاح الأبيض المؤدي إلى الموت في حق أحد الأصول، بعدما قتل والدته بمنزلهما بدرب بوحاج بحي الشرابليين بالمدينة العتيقة بفاس، لرفضها تسليمه مبلغا ماليا لشراء حاجياته من المخدرات المدمن على استهلاكها.
واستمعت في محضر قانوني إلى المتهم بدون عمل قار، الذي أودع سجن عين قادوس، وإلى كل من يفيد في فك هذه الجريمة المماثلة لتلك التي راحت ضحيتها أم خمسينية في بداية يونيو الماضي بحي زواغة، بعدما عاجلها ابنها العشريني الذي يعاني اضطرابات نفسية، بسكين قبل أن يلوذ بالفرار ويعتقل. واعترف بالمنسوب إليه وبتفاصيل قتله أمه لسبب تافه.
وأقر بمحاولته التمويه وإخفاء حقيقة قتله والدته البالغة من العمر نحو 47 سنة، بعدما خرج مهرولا خارج المنزل مباشرة بعد ارتكابها، وهو يصيح بما يفيد إقدام شخص مجهول على توجيه طعنات إليها، بدافع السرقة بعدما اقتحم المنزل، لكن إفادة الأم لجيرانها أماطت اللثام عن حقيقة الأمر، وفندت ما زعمه ابنها الجاني الذي اعتقل ساعات قليلة بعد تصفيته أمه.
وأوقفت مصالح الأمن بالمنطقة الأمنية الأولى، الابن قبل اقتياده إلى مخفر الشرطة والاستماع إليه في محضر قانوني، بعدما فر إلى وجهة مجهولة مباشرة بعد ارتكابه الجريمة.
وتعود وقائع القضية إلى مساء الأحد الماضي، لما دخل الابن في شنآن مع والدته، بعدما رفضت تمكينه من مبلغ مالي للتزود بالمخدرات، كما دأبت على ذلك وبعدما فشلت كل محاولاتها لثنيه عن هذه البلية التي حولت حياته إلى «جحيم»، سرعان ما تطور إلى تلاسن لم يحترمها فيه أو يعر أي اهتمام للأم وما ضحت به منذ خروجه إلى حيز الوجود.
وتسلح الابن بسلاح أبيض وجه به عدة طعنات إلى جسم والدته، مصيبا إياه في جهة القلب، قبل أن يتركها ممرغة في دمائها في المنزل، ويغادر راكضا، موهما الجميع بتعرضها إلى اعتداء من قبل مجهول، قبل أن يهرول جيرانها إلى المنزل ليجدوها في حالة احتضار، قبل نقلها إلى المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني، حيث لفظت أنفاسها الأخيرة.
ونقلت جثة الهالكة إلى مستودع الأموات بمستشفى الغساني لإخضاعها إلى التشريح الطبي لتحديد أسباب الوفاة، فيما كشفت الأم قبل وفاتها لجيرانها المستمع إليهم في محضر قانوني، ما تعرضت إليه من قبل ابنها «العاق» المدمن على المخدرات وحبوب الهلوسة منذ عدة أشهر، ما زاد من تأزم حالته النفسية والعصبية إلى أن أجهز على والدته.
وشهدت فاس في الآونة الأخيرة عدة حوادث قتل في حق أحد الأصول، راحت ضحيتها أم بحي زواغة وأخرى بحي الملاح، فيما كان شاب أجهز على والديه في ليلة لا تنسى بحي بن دباب، بينما تعرض على أنظار ابتدائية المدينة، عدة ملفات متعلقة بالعنف ضد الأصول.