تخليدا للذكرى 60 لثورة الملك والشعب وفي إطار التواصل المستمر لجلالته مع رعاياه، ابرز العاهل المغربي في خطابه ليلة أمس المغزى الحقيقي لهذه الذكرى وما تجسده من روابط التضحية والتضامن بين العرش والشعب، من أجل ترسيخ المواطنة الصادقة في صفوف الفئة التي لم تعاصر تلك المرحلة الخالدة من تاريخ المغرب، إلا أن هذا لم يمنعها من الانخراط المباشر في الثورة التي يقودها جلالته في مجال التنمية البشرية بكل تجلياتها وأبعادها السوسيو اجتماعية والماكرو اقتصادية.
كما ركز حفظه الله على الاهتمام بالعنصر البشري، على اعتباره أساس كل تنمية من شأنها أن تدفع البلد إلى الرقي والازدهار.وهذا لن يتأتى إلا باعتماد برامج تعليمية تعتمد على تفعيل جودة المناهج والمقررات وترسيخ مكارم الأخلاق والتشبع بالثوابت المقدسة للوطن والتكامل بين الدار والمدرسة، التي حرص جلالته على ضرورة تمكينها من مختلف الوسائل البنيوية واللوجيستيكية للاضطلاع بدورها الإشعاعي في تربية وتكوين رجال الغد، لمواكبة العصر في ثورته العلمية والتكنولوجية المتطورة لتلبية حاجيات سوق الشغل .
ولتصحيح الوضع التعليمي ببلادنا وجعله قاطرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، أوضح جلالة الملك أن المرحلة تتطلب وقفة موضوعية لتقييم ما تم انجازه وتحديد مكامن الخلل. وبعد أن نبه حفظه الله على انه لا ينبغي إقحام القطاع التربوي في الصراعات السياسية، آخذ الحكومة الحالية على عدم استثمار التراكمات الايجابية التي أتى بها الميثاق الوطني للتربية والتكوين، كما دعاها للإسراع بإقرار النصوص القانونية المتعلقة بالمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي. .واشار جلالته الى انتمائه المتجدر لجميع شرائح الشعب المغربي الأبي دون تمييز أو تفضيل تحت حضن المغرب .ومن أجل تحقيق ما يصبو إليه الشعب المغربي، حث جميع الفاعلين السياسيين والنقابيين إلى اجتناب السجال اللفظي المعتمد على شتى أنواع السب والقذف والمجادلات العقيمة التي تعطل قاطرة الإصلاح والتنمية المجالية وتعمل على تمزيق وتمييع المشهد السياسي لتصفية الحسابات الحزبية الضيقة .وبعد أن ترحم على أرواح شهداء معركة التحرير والكرامة وفي مقدمتهم المغفور لهما جلالة الملك محمد الخامس وجلالة الملك الحسن الثاني قدس الله روحهما، أكد جلالته على ضرورة استلهام روح الوفاء والعطاء المستمر لمواصلة حمل مشعل الثورة المتجددة للملك والشعب لاستكمال بناء صرح مغرب الحداثة والكرامة والعدالة الاجتماعية.