عندما طلبت مجلة “ذي ايكسبلاينر” من قرائها وضع لائحة بالأسئلة التي لا إجابة لها لعام 2012، فاز سؤال ” عاريات الصدر ؟” بأغلبية الأصوات. ولكن أثار المجلة سؤال كان ترتيبه الثاني وهو: كيف اكتشف البشر أن ممارسة الجنس تؤدي الى الإنجاب؟
بينما كانت لا تزال الأجوبة غير واضحة لدى علماء الأنثروبولوجيا والبيولوجيا، كانت جميع الأدلة تشير إلى أن البشر أدركوا وجود علاقة بين المعاشرة والإنجاب. وعلى الرغم من انعدام الأدلة الحسّية، فإن واحدة من احدى لوحات الموقع الأثري “كاتالهويوك” في تركيا، يظهر فيها اثنين يعانقان بعضهما البعض
على جانب واحد، وأم وطفلها على الأخرى. نتيجة لذلك، يمكن استخلاص أكثر فأكثر أنه على مرّ العصور، تم التوصّل الى علاقة بين ممارسة الجنس والإنجاب.
وبالحديث عن كيفية اكتشاف البشر أن ممارسة الجنس ما أسمته العالمة البيولوجية هولي دانسوورث بـ “الإنجاب بوعي”، فإنه على الأرجح تم من خلال مراقبة دورات تكاثر الحيوانات، واستخلاص أن المرأة التي لم تعاشر أحدا لن ينتهي الأمر بها حاملا.
وقد توصّل برونيسلاف مالينوفسكي، عالم اجتماع بريطاني اشتهر بدراسته لثقافة شعب جزر تروبرياند، الى عدم وجود أي دور للوالد في انجاب طفل عام 1927، ليدحض بعدها علماء الانثروبولوجيا الذين أجروا نفس الدراسة نظريته، وتوصّلوا لاستنتاج أن السائل المنوي ضروري لتشكّل الجنين.
على الرغم من تفسيرات جزر تروبرياند التقليدية الغريبة بعض الشيء، إلا أنها اعترفت بوجود علاقة بين الجنس والإنجاب. وتقول الباحثة سينثيا ايلر، أنه بغض النظر عن ثقافة تروبرياند التي تعتقد بدخول روح الطفل من الجزء الأعلى للرأس، أو في البويضة المخصّبة بحسب ثقافة الروم الكاثوليك، فلا يمكن للمرأة أن تنجب من دون مشاركة الجنس الآخر.