توصلت فاس نيوز عبر بريدها الالكتروني برسالة تضمنت حال المعتقل الإسلامي محمد بن الجيلالي القابع في منفردته بحي الرشاد بسراديب السجن المحلي بوركايز بفاس,, رجل كاد ان يجاوز الستين سنة من عمره جمع الى محنة الأسر محنة اخرى وهي رحلته الطويلة الشاقة مع الأمراض المزمنة التي تكاثرت عليه,, وهو كالجبل الاشم,, يحمل ما لا تطيقه القامات ويظل في عزلته عاما إثر عام
ولكن إلى أسيرا ومعتقلا ,, الى متى,,
محمد بن الجيلالي الذي عرفته من عشرة سنوات عندما اعتقل واقتيد من منزله بمكناس الى اقبية السجون كنت اراه في فسحة العتمة وهو ثاو في منفردته فأسال نفسي لم جاؤوا بهذا الرجل المريض,, واهز رأسي اسفا فكم طحنت اعتقالات 16 ماي من أسر ومن رجال وأودعتهم السجون وصفدتهم بالأغلال,, وزادتهم على رهق المحن أثقالا فوق الأثقال
محمد بن الجيلالي المريض بداء السكري في مراحله المتقدمة التي توذن بتطور رهيب في حااته الصحية ,, وهو الى جانب هذا الداء القاتل الصامت الذي عايشه من عشرين سنة يعاني من مرض القلب وقد سبق أن اجريت له عملية جراحية على مستوى الصدر قبل الاعتقال,, فضلا عن مرض ناذر حدثني عنه بنفسه ذات يوم وهو يمتص ألمه ويكتم لوعته ووجعه الدفين
محمد بن الجلالي مقعد لا يستطيع المشي من سنوات طويلة ولكن السجون هي من اقعدته واسهمت في فقدانه نعمة المشي اذ انني رأيته بأم عيني يمشي في فسحة السجن أيام كنا في عنابر حي ميم بسلا وفي ايامنا الاولى بالسجن المركزي القنيطرة,,
مقعد ومريض بداء السكري في مرحلة متقدمة ويعاني من مرض القلب وامراض اخرى مزمنة
وهو الى هذا وذاك مشلول من نصفه الايسر ويبدو الشلل واضحا في الصورة من يده ورجله اليسرى
هذا الرجل الشيخ الهرم حزمة امراض متنقلة,, يقبع في منفردة بحي الرشاد داخل السجن المحلي بوركايز
من تردي صحته وتأخر حالته الى درجة توذن بالخطر,, عدم قدرته على قضاء حاجته الكبرى والصغرى ,, وكثيرا ما يضطر لقضاء الحاجة في ثيابه,,وذلك منتهى القسوة وهو في منفردته يعاني من مرارة الأسر وظلمه الكبير
محمد بن الجيلالي صرخة كبرى تعلو وتعلو لتكشف لنا تفاصيل القسوة المغربية في أجلى صورها لا يزال الى الان يرسف في أغلاله وقيوده وتمتد امراضه امتداد محنته السوداء,,,
اعتقل محمد بن الجلالي في محنة اعتقالات 2003 عندما حل عليه ضيفان استجارا به فاجراهما واكرم وفادتهما ,, والكرم وحسن الضيافة من شيم الكرام وهو خلق المسلم الأصيل الذي لم تلوثه اخلاق الدنيا وظل مرتبطا بأخلاق الآخرة,, لم يكن بن الجيلالي يعرف ضيفيه ولا ما ورائهما فالضيافة والقرى واجب اسلامي قبل ان يكون واجبا انسانيا,,
لحظات فاصلة ادارت الرؤوس ذلك اليوم عندما تحول منزله الكائن باحدى ضواحي مكناس الى مسرح مواجهة حقيقية البطل فيها هو رصاص الاجهزة الامنية حيا قاتلا,, في لمح البصر اقتحموا المنزل واطلقوا وابل رصاصاتهم ليصيبوا ابنة الاخ محمد بن الجيلالي في قدمها مع ما احدثوا من الرعب و الروع في المنزل,, انها لحظة حية من افلام هوليوود مرت به وبأهله ولكنها حقيقية بلا رتوش
سقط الرجل طريح الفراش واصيب احد ضيفيه باصابات بالغة ثم نقل الجميع الى الاجهزة الامنية لتنطلق متاهة التحقيقات التي لاتنتهي
الا بمحاكمة سريعة جدا,, اسدلت على اخر فصولها جلسة النطق بالأحكام بحكم طاله بالسجن لعشرين سنة
مكث بن الجيلالي في اقبية السجن المحلي بسلا المعروف بالزاكي في شدة وكرب ثم رحل تعسفيا الى السجن المركزي القنيطرة ومنه الى السجن المحلي بوركايزبفاس …
عشرة سنوات قضاها في العتمة يعاني ويصارع الامراض التي تزحف رويدا رويدا اليه كانما هي غول ينهش,,
مرة كنت مع الاخ محمد بن الجيلالي ليتسلم الدواء ولانه مقعد كان لابد ان ادخل معه مكتب المقتصد فسمعته يتصل بالصيدلية ويستحثهم على سرعة جلب الدواء,و وربما نسي الصيدلي دواء أي سجين فساله دواء من فقال المقتصد بتلقائية
_ دواء السي بن الجيلالي انه اغلى دواء فاتورة غالية بزاف
ثم هز رأسه وقال لنا انه يكلف خزينة الدولة مبالغ ماليه باهظة لغلاء الدواء
قلت له فلم لا يطلقوا سراحه وتنتهي المشكلة,,, وهل تغلب دولة تسعى لاعتقال ابنائها بما يترتب عن تكاليف دوائهم في العتمة
محمد بن الجيلالي المعتقل الاسلامي القابع في عتماتن السجون المغربية,, انه وبصراحة مطلقة لايحتاج لأدوية السلطات,, تمنحها له مناوأذى وسجنا,,,
محمد بن الجيلالي يحتاج انصافا وعدلا واطلاقا لسراحه ليعانق الحرية بما يكفل له ان يقضي ايامه الأخيرة مع زوجته واولاده,,
محمد بن الجيلالي اليوم ليس بحاجة لتطبيب فللطبيب علم يدل به ما دام في اجل الانسان تأخير ,, ولكنه بحاجة لان يمنح سراحا لأمراضه المزمنة ولظروفه الصحية المتردية,, فقد جائتنا الاخبار من السجن متواترة انه لايقوى على شيء فقد عمه الفتور في كل شيء والشلل يمتد لنصفه الثاني مع تفاقم معاناته اليومية من جراء الشلل وقضاء الحاجة ووهن البصر وآلام المرض
ولكن بن الجيلالي لابواكي له فقد صمتت الجمعيات والمنظمات الحقوقية عن حالة انسانية يندى لها الجبين لاتزال قابعة في السجن في اعتقال سياسي تعسفي صرف,,, ولكن لسانها طويل جدا في الدفاع عن قضايا ليس فيها معتقل اسلامي ولو كان مقعدا مريضا مهيض الجناح,,,,
ولكن بن الجيلالي يحتاج لصرخة جماعية لعلها توقظ الضمير وتوجع الحس وتخز من يهمهم الأمرلعل و عسى ان يتحركوا لاطلاق سراحه فالرجل بامراضه ومعاناته ميت في السجن لامحالة,,
انها صرخة نقولها وننذر بها معذرة الى ربنا ونصرة لهذا الاسير المريض الواهن طريح الفراش مصارع الموت
حدثني من سنوات احد الاخوة وكان يخدم الاخ بن الجيلالي كأنه ولده وكان جد لصيق به,, ذات يوم قال لي هذا الاخ ان بن الجيلالي,, اسر اليه انه سيموت في السجن,, فلما أراد الاخ ان يهون عليه قال بن الجيلالي انني اعرف امراضي ,, لم يتبقى لي الا القليل لن اتجاوز ثلاثة سنوات كان هذا من ثلاثة سنوات
فالرجل يعرف امراضه ويدرك خطورتها وحتمية مصير من تتمكن منه
فمتى تصحو الضمائر
انني اشهد ان بن الجيلالي على مرضه لم يكن يوما ضعيفا مستكنا راضيا بالظلم
واشهد على نفس طيبة بين ضلوعه,, واعتزاز باسلامه لم اراها لدا الكثيرين من الأصحاء
عندما وصلته نصرتي له اجهش بالبكاء فلما علمت بذلك تحجرت الدموع بمحجري
لان لم تنصر انت يا بن الجيلالي وانت المقعد المريض ,,,فمن ينصر
انها صرخة تترد على طول المدى برجع الصدى,,, في كل مكان لعلها توقظ النيام
ولنا عودة لملف الاخ بن الجيلالي قريبا نميط عن ظلمه اللثام ونكشف تفااصيل محنته,, الى ان يمن الله عليه بالفرج القريب
قل عسى,,,, ان يكون قريبا