الزيادة الأخيرة في أسعار المحروقات تفتح جبهة الاحتجاجات ضد حكومة ابن كيران وتنزل حزبا الاستقلال والاتحاد الاشتراكي إلى الشارع. ففي الوقت الذي شرعت فيه الحكومة في تطبيق نظام المقايسة الجزئية الإثنين الماضي، بدأ رفاق حميد شباط زعيم حزب «الميزان»، في الشبيبة الاستقلالية يحضرون لتنظيم مسيرة احتجاجية وطنية في الرباط الأحد المقبل، فيما فضل الاتحاديون تنظيم تجمع خطابي حاشد بالمدينة ذاتها، في الخامس من الشهر القادم.
«قرار الدخول في سلسلة من الاحتجاجات ضد قرار الزيادة كان موضوع اجتماع اللجنة التنفيذية لحزب الميزان يوم الإثنين المنصرم»، يقول مصدر قيادي من الحزب، الذي أكد أن «الزيادة الثانية من نوعها التي أقرتها الحكومة في أثمنة المحروقات، هي إجهاز على ما تبقى من القدرة الشرائية للمواطنين»، مضيفا أن الحزب «لايمكن أن يسكت عن هذه التدابير الحكومية»، التي وصفها بـ «اللاشعبية وتستهدف تفقير الشعب المغربي».
القيادي الاستقلالي، الذي لم يخف استياءه من إقدام الحكومة على الزيادة في أسعار المحروقات في هذه الظرفية بالذات، والتي قال إنها «تتسم بتدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للطبقات الهشة»، أكد أن الأمين العام للحزب هدد خلال اجتماع اللجنة التنفيذية بـ «الاستمرار في الخروج إلى الشارع إلى حين تراجع الحكومة عن قرارها».
ولن تتوقف «معارك» حميد شباط ضد رئيس الحكومة بسبب قرار الزيادة في أسعار المحروقات على فتح جبهة الاحتجاجات من خلال مسيرة الشبيبة الاستقلالية لوحدها، بل حتى الذراع النقابي لحزب الاستقلال، الاتحاد العام للشغالين بالمغرب ستدخل على الخط، فحسب المصدر القيادي نفسه، فإن «الاستعدادات جارية مع نقابات أخرى لتحديد زمان ومكان تنظيم مسيرات أو وقفات احتجاجية».
وإذا كان رفاق الأمين العام لحزب الاستقلال قد فضلوا البدء بإطلاق شرارة الاحتجاجات، خلال ملتقى الشبيبة الاستقلالية الأحد المقبل، فإن رفاق ادريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي قد دعوا إلى تنظيم «تجمع خطابي حاشد بالرباط»، يقول مصدر قيادي بحزب «الوردة»، ليس بسبب الزيادة في أسعار المحروقات فقط، وإنما يضيف المصدر نفسه، نتيجة «تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وعدم تفعيل الدستور وضرب الحريات النقابية، إضافة إلى تنازل رئيس الحكومة عن صلاحياته الدستورية».
ولن يكتفي رفاق لشكر بتنظيم التجمع فقط، احتجاجا على قرارالمقايسة، و إنما هو «بداية الاحتجاجات»، يقول القيادي الاتحادي، الذي أكد أن هذه الخطوة الاحتجاجية الأولى ستليها خطوات أخرى، والتي لخصها في تنظيم «وقفات احتجاجية على المستوى الجهوي ثم بعدها مسيرة وطنية.» .
وإذا كان حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال، قد توعد رئيس الحكومة ابن كيران بدخول اجتماعي ساخن، بحكم قيادته لنقابة الاتحاد العام للشغالين، فإن ادريس لشكر، الذي ينسق مع زعيم الاستقلاليين منذ انسحاب حزب الاستقلال من الحكومة لن يكون وحيدا، فالتجمع الخطابي الذي سينظمه الاتحاد الاشتراكي في أكتوبر المقبل، سيضم كل المكونات الاتحادية «النقابية والشبيبية والنسائية والبرلمانية»، يقول القيادي بالحزب