لعلها الصدفة، لكن ليس مع السيد حميد شباط الذي يعي ما يفعل إنطلاقا من مناوراته الإستباقية التي تستند على حكمة أنا أناور، إذا أنا موجود. فإذا كان السيد عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة يطرب أسماعنا بالعفاريت والتماسيح كلما ضاق ذرعا بمعارضيه أو منتقديه لتبرير عجزه أوفشله، ولا أحد (من الفيسبوكيين أثارته الغيرة على هاته المخلوقات )، فإن الأمين العام لحزب الإستقلال والذي يشغل في نفس الوقت منصب الكاتب العام لنقابة الإتحاد العام للشغالين بالمغرب أبى إلا أن يؤكد للجميع التحول النوعي لمناوراته وخرجاته الإستباقية من أجل لفت الإنتباه وإحتلال الواجهة في المشهد السياسي والإعلامي، وذلك بإقحامه لخمسة من الحمير قد يكونون ممثلين لفصيلتهم ينوبون عنهم في تبليغ معاناتهم جراء إعتماد الحكومة لنظام المقايسة ومدى تأثيره على الزيادة في ثمن الشعير والنقصان الذي سيلحق بهم في كمية الإستهلاك من هذه المادة الأساسية، كما هو الشأن بباقي المشاركين في المسيرة الإحتجاجية الذين نددوا بالسياسة الحكومية وبالزيادة الثانية المهولة في ثمن المحروقات والتي أثرت بشكل مباشر على القدرة الشرائية المتدهورة سلفا للمواطن المغربي، المنهوك متتاليا بمصاريف شهر رمضان والعطلة الصيفية والدخول المدرسي ومتطلبات عيد الأضحى المبارك. وقد يكون إشراك هؤلاء الحمير في هذه المسيرة الهدف منه هو إبلاغ الحكومة عبر رسالته الملغومة ، أنه إذا إستمرت الحكمومة في نهج سياستها الحالية، فقد نصل لاقدر الله إلى زمان المصادفة، الحمير كتبورد والخيل واقفة، كما يقول المثل الشعبي. لعل هذه المسيرة الإحتجاجية وما ميزها من حضور بعض أقطاب المعارضة، وما تم ترديده من شعارات مناوءة، قد تنذر بدخول سياسي ساخن، ومواجهات شرشة تنتظر حكومة السيد عبد الإله بنكيران في نسختها الثانية، وعودة الصراع بين الغريمين التقليديين السيد عبد الإله بنكيران، والسيد حميد شباط لكن هذه المرة من موقعه الجديد في المعارضة، وقد يستمتع المواطنون بألقاب ونعوت جديدة من قاموس عالم الحيوانات داخل قبة البرلمان في اطار الرد على هذه المسيرة الإحتجاجية المتميزة بالمشاركة الفعلية لخمسة من ممثلي الحمير، كسابقة غريبة في عالم الإحتجاجات بالمغرب.