إن الظلم مصيبة كبيرة لا يعرف طعمه إلا من ذاقه و اكتوى بناره ، فأنا المعتقل الإسلامي محمد خير الدين اعتقلت سنة 2009 بتهمة ” الإرهاب ” و زج بي ظلما لمدة سنة و نصف ، و بعد خروجي مباشرة و استنشاقي هواء الحرية و محاولة الاندماج داخل المجتمع ، بعد الصدمات التي توالت علي داخل السجن ، فوجئت ذات يوم في صبيحة غير عادية بهجوم قوات الشرطة القضائية على بيتي و اقتيادي إلى المعاريف للمرة الثانية لكن هذه المرة بتهم أخطر و مصائب أعظم و تم الحكم علي ب 14 سنة سجنا نافذا بعدما حوكمت ابتدائيا ب 25 سنة فأصبحت سجينا مرة أخرى وراء القضبان ، ولقد كان هذا الاعتقال للمرة الثانية صدمة بكل المقاييس ، فأنا المعيل الوحيد لعائلتي الفقيرة المكونة من أمي و أخي و أبي وقد كان أبي موظفا في سلك الإطفاء و أصيب بحادث في العمل و لم يتم تعويضه و لا جبر ضرره ، كنت أعمل أنا محمد خير الدين في سلك الأمن الخاص و أعيل عائلتي و أكتري منزلا لهم رغم صعوبة الظروف و شدتها التي ازدادت وطأتها بعد اعتقالي الثاني ، حيث تركت عائلتي تعاني بعدما فقدت المعيل الوحيد الذي كان يسدد مستحقات الكراء و الأكل و الشرب . و قد أثر هذا الظلم المتتالي على حالتي الصحية فأصبحت أعاني من الحساسية و صعوبة التنفس و عدة أمراض نفسية حادة لم ينفع معها إلا التسليم لقضاء الله و محاولة طرق الأبواب المختلفة و المراسلات المتعددة و المتكررة للمجلس الوطني لحقوق الإنسان و جمعيات المجتمع المدني و الجمعيات الحقوقية الحكومية و المستقلة قصد دراسة ملفي و طرحه على الرأي العام والمساهمة في رفع الحيف عني والدفاع عن قضيتي .