توصلت اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين ببيان من المعتقلين الإسلاميين بالسجن المركزي بالقنيطرة الذي يعلنون من خلالهم نيتهم في إرسال حكاياتهم تباعا يعيدون بها إلى الأذهان ما عاشوه ولا زالوا من مآسي ومحن ويوضحون فيها ما تعرضوا له من ظلم وحيف وهذا نص البيان :
لقد مضت أزيد من 10 سنوات على الزج بهم في غياهب السجون 10 سنوات بأيامها و لياليها الطويلة شاهدة على حجم الظلم الذي لحق بهم و لا يزال ، 10 سنوات من النفي و القهر و التعذيب بدون حسيب و لا رقيب بعيدا عن الأهل و الأحباب و الأبناء و
الأصحاب . أرادوا من خلالها إقبار ملفهم و طمس هويتهم و الدوس على كرامتهم حتى يطال ملفهم النسيان و ينعم السجان بالأمان و ينسى الناس قضيتهم التي تحكي عنها العديد من المعتقلات السرية منها و العلنية ، و لكن هيهات فمن زنازن المغرب الكالحة من أحد تلكم الأقبية الظالمة نحدثكم عن العديد من معتقلي السلفية الجهادية من السجن المركزي بالقنيطرة بالتحديد الذين لازالوا يرصفون في الأغلال مستعلين بإيمانهم في زمن الجراح و الآلام و المصائب العظام التي حلت بهم و بذويهم و لسان حالهم يردد و يقول كما قال ربنا عز و جل في كتابه العزيز : ” و ما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد ” فرغم كل الحجج و البراهين الدالة على براءتهم و شهادة العديد من الحقوقيين من الداخل و الخارج على عدالة قضيتهم يبقى هؤلاء الأحرار يقبعون خلف الأسوار يشهد القاصي و الداني على فظاعة ما اقترف في حقهم طيلة سنين الاعتقال خاضوا خلالها العديد من الإضرابات المفتوحة عن الطعام لفضح جلاديهم و التلاعب الحاصل بقضيتهم تلقوا العديد من الوعود بفك ملفهم و كان آخرها اتفاق 25 مارس 2011 بسجن سلا القاضي بالإفراج عن جل المعتقلين عبر دفعات مع تمتيعهم بكافة حقوقهم في انتظار إطلاق سراحهم وذلك بحضور وزير العدل و الحريات و العديد من الفعاليات من المندوبية و وزارة العدل لكن لم يتم تفعيل ذلك الاتفاق حيث تنصلوا منه جميعا و بقيت الأمور على حالها إلى أجل غير مسمى . مات بعض من شاركوا هذا الطريق طريق النفي و التعذيب منذ 2002 إلى الآن ، في ظل تكتم إعلامي رهيب ، عودنا على خذلان كل مظلوم و النيل من كل مكلوم ، قضية شاعت في كل الأمصار إلا بنو جلدتنا لم يسمعوا و لم يقرؤوا الأخبار و لم يروا تعذيبا و لا نفيا و لا إقبارا ، فنحن في زمن لا قيمة فيه لكل حر وراء العتمة و لا اعتبار .
هؤلاء المعتقلون جمعتهم سراديب الظلم و الظلام ، كل منهم له حكاية بلا نهاية ابتدأت قبل 10 سنوات و لا زالت تتواصل حلقاتها في هذا الزمن العجيب الذي سار فيه كل من يطالب بحقه و رفع الظلم عنه غريب ، يلقى كل أصناف و ألوان التعذيب فلا عجب فنحن في زمن صار فيه كل حر ملقى في الحديد ينتظر سجانوه أن يبيع فلا يسمع له صوت و لا قول رشيد ، قال الله تعالى ” فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْض” الآية .
ولكن سيأتي الضياء برفع الغيوم ، و تشدوا الطيور بذلك القدوم ، و ستظل مأساة هؤلاء المعتقلين تؤرق من صنعها و من تواطأ في إخراج فصولها و من كان بالأمس القريب يرفع شعارات تدعو إلى إنهاء هذا الملف و هو اليوم في موقع يسمح له بذلك و لكنهم انضموا إلى قافلة المتراجعين و سلوك سبيل المتخاذلين عن نصرة المظلومين و إلى الله المشتكى و عليه التكلان و لا حول و لا قوة إلا بالله العظيم .
وسنوافيكم بحكايات هؤلاء المعتقلين تباعا إن شاء الله لنعيد إلى الأذهان المآسي التي عاشها زمرة من شباب الإسلام ببلاد المغرب ابتداءا من الاختطافات و الاعتقالات التعسفية مرورا بوضعهم بأماكن سرية وممارسة التعذيب في حقهم وتعريضهم لمحاكمات صورية جائرة انتهاءا بمعاناة مريرة ورهيبة داخل السجون ، فانتظرونا مع أول حكاية قريبا إن شاء الله .
“وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ” .
المعتقلون الإسلاميون بالسجن المركزي القنيطرة
بتاريخ 24 شتنبر 2013