استقبل الرئيس الإيراني حسن روحاني صباح السبت (28 سبتمبر/ أيلول) في مطار طهران من قبل مئات من أنصاره الذين رحبوا به، ومجموعة من معارضيه هتفوا « الموت لأمريكا » كما أفاد مراسل لوكالة فرانس برس. وتجمع ما بين 200 و300 من أنصار روحاني خارج مبنى المطار وعندما مرت سيارة الرئيس هتفوا « روحاني نحن نشكرك ».
وفي الجهة الأخرى هتف نحو ستين شابا إسلاميا « الموت لأمريكا » و »الموت لإسرائيل »، حسب فرانس برس. ورمى أحد الشبان بحذائه على سيارة الرئيس بدون أن يصيبها. وكان روحاني واقفا وهو يحيي بيده المحتشدين.
وعاد روحاني إلى طهران بعد خمسة أيام من زيارة لنيويورك تكللت بمكالمة هاتفية مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
وعلى عكس سلفه محمود أحمدي نجاد، الذي كان يجبر كثيرا من الوفود على مغادرة القاعة أثناء خطابة ولجوئه إلى خطب استفزازية، قام الرئيس الإيراني الجديد بحملة علاقات عامة خلال زيارته لنيويورك، وأستأثر بالأضواء خلال الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة. فقد عقد لقاءات ثنائية كثيرة على هامش الجمعية العامة، مع الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند، ومع نظرائه الباكستاني والتركي والنمساوي والتونسي واللبناني والياباني أيضا.
ومن شبكة سي.ان.ان إلى صحيفة واشنطن بوست، نسق روحاني في الوقت نفسه حملة إعلامية وصفت بالناجحة، كما عقد مع كتاب افتتاحيات ورؤساء مجموعات إعلامية لقاءً في فندق كبير مواجه لمبني الأمم المتحدة. وقد اغتنم هذه الفرصة ليشرح لماذا لم يعقد اللقاء المنتظر مع الرئيس باراك أوباما.
لكن الحدث الأكثر أهمية حدث في الدقيقة الأخيرة من الزيارة، وفي طريقه إلى المطار، حيث أجرى روحاني اتصالا هاتفيا بأوباما في البيت الأبيض، وهو اتصال تاريخي وأول محادثات مباشرة بين رئيسي الولايات المتحدة وإيران منذ أكثر من 30 عاما. وقال روحاني أنه أثناء حركة الوفد الإيراني باتجاه المطار تلقى ممثله مكالمة من البيت الأبيض يطلب فيها التحدث مع أوباما وجرت المكالمة، مؤكدا ـ ي تصريحات أدلى بها للصحفيين بعد عودته اليوم السبت إلى بلاده ـ أن البرنامج النووي الإيراني كان « محور المكالمة الرئيسي ». فيما قال مسؤول أمريكي كبير إن روحاني هو الذي أبدى رغبته في التحدث مع نظيره الأمريكي.
ولدى مغادرته نيويورك تردد على كل شفة ولسان سؤال: هل تؤشر خطوة الانفتاح التي قام بها روحاني، رجل الدين المعتدل الذي يعتمر عمامة بيضاء مع لحية خطها الشيب، إلى تغيرات فعلية من جانب نظام أقدمت المجموعة الدولية على عزله بسبب برنامجه النووي؟