بداية لابد من توضيح بعض الأمور درءا لكل تأويل أو مغالطة مغرضة، ذلك أنه عند إختيارنا في برنامجنا: (عين على السياحة)، لموضوع تأهيل القطاع السياحي بجهة فاس بولمان: المجهودات-المعاناة- الإقتراحات، إنصب تركيزنا بالدرجة الأولى على جانب التأهيل ، فهو وبكل إفتخار رغبتنا ورغبة جميع أصحاب النوايا الحسنة والضمائر الحية بهذا البلد الأمين، على إعتبار الدور الإستراتيجي الذي تلعبه السياحة في إنعاش الإقتصاد المحلي والجهوي في جميع الميادين الصناعية منها والتجارية والخدماتية والثقافية، وكذلك مساهمتها في الرفع من المستوى المعيشي لجميع الشرائح المغربية على إختلاف درجاتها ومستوياتها، وكذلك عند إشارتنا لصيغة المجهودات بعد صيغة التأهيل، ففي نظرنا لايمكن الحديث عن أي تأهيل إذا لم تبدل هنالك المجهودات ، وهذا بدوره لم يأت من فراغ لأنه إعتراف ضمني من جانبنا في فاس نيوز بالمجهودات القيمة التي ما فتئ يقوم بها القائمون على الإدارة الترابية بجميع أسلاكها، والمندوبية الجهوية للسياحة، وكذا المندوبيات الجهوية للقطاعات الحكومية التي لديها علاقة مباشرة بهذا القطاع، والسلطات الأمنية بجميع أجهزتها، وأعضاء المجالس المنتخبة والبرلمانيون بالغرفتين، للنهوض بهذا القطاع الحيوي في أفق تأهيله وفقا للتوجيهات الملكية السامية، وفي هذا الصدد لابد من التنويه بالدور المحوري الذي ما فتئ يقوم به السيد محمد الدردوري والي صاحب الجلالة على ولاية جهة فاس بولمان، في إطار الإشراف والتتبع والتنسيق بين جميع المصالح التقنية والخارجية بالولاية والمنتخبين وفعاليات المجتمع المدني، من أجل التنزيل السليم لمضامين الدستور المغربي وتفعيل المفهوم الجديد للسلطة وإرساء دعائم دولة الحق والقانون والمؤسسات، وتبسيط المساطير في وجه المستتمرين لجلب الإستثمار وخلق فرص الشغل وتأهيل القطاع السياحي بالجهة وفق مقاربة تشاركية تعتمد أساسا على إشراك المهنيين والإصغاء إلى أفكارهم وتقييماتهم وإقتراحاتهم إحتراما لرصيدهم المعرفي ولخبرتهم الجيدة التي إكتسبوها من خلال سنوات العمل والممارسة التي قضوها بهذا القطاع، كل في مجاله وحسب إختصاصه، وذلك على إعتبار أن السياحة قاطرة التنمية الجمالية المستدامة بمفهومها الشامل بدون مبالغة.
لكن ومن باب الرأي والرأي الآخر، وغيرة منا على القطاع ومهنييه كان لزاما علينا الإنصات بإمعان إلى معاناتهم وتبليغها بأمانة إلى المسؤولين قصد الإنكباب على معالجتها وإيجاد حلول مرضية بالصيغة التي تمكن المهنيين من تجاوز مؤشرات الأزمة والإنخراط الفعال والتلقائي في التأهيل السريع للقطاع السياحي بجهة فاس بولمان على العموم ومدينة فاس بصفة خاصة، نظرا لخصوصيتها التاريخية والعلمية والثقافية والحضارية والسياحية.
ومن أجل تقريب المسؤولين المحليين من المعانات التي يتخبط فيها المهنيون في القطاع السياحي، سواء في قطاع الصناعة التقليدية أو تجار المنتوجات التقليدية التي لها إرتباط بالسياحة أو الخدماتيون في قطاع المطاعم التقليدية خصوصا الصغار منهم وكذلك نخبة من فعاليات المجتمع المدني النشيطة بالمدينة العتيقة، سيعمل طاقم فاس نيوز على بث تصريحاتهم الواقعية المعاشة وصرخاتهم المعبرة المدوية بالصوت والصورة، على جريدة فاس نيوز الإلكترونية عبر حلقات، ونحن على يقين بأن السلطات المحلية وبتعليمات من السيد والي الجهة ستنكب على دراستها، تفعيلا جيدا للمفهوم الجديد للسلطة، وتنزيلا سليما لمضامين الدستور المغربي، وتنفيدا تلقائيا للتوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة أمير المؤمنين الملك محمد السادس نصره الله وأيده.
في الحلقة المقبلة إن شاء الله ، سنتطرق إلى موضوع : تأهيل سياحة التعايش الديني وفق الخصوصية الحضارية المغربية : الوازع الديني – البعد الإنساني – الواجب الوطني ، وذلك بمنطقة الملاح، جماعة المشور .