و أنت تقود كبش العيد إلى فناء بيتك لتدخل به الفرحة و الحبور في أعين صغارك رجاءا، لا تنسى أن 500 مطرود من عمال سيتي باص وقرة أعينهم لم يفرحوا بالعيد. و أنت تأخذ زينتك عند صلاة العيد لتبتهل لله بالدعاء، لا تنسى أن تدعوا الله بأن يجلوا غمة المطرودين وبأن يفك محنتهم، و بأن يأخذ الظالمين و المخادعين مأخذ عزيز مقتدر. و أنت تنحر أضحية العيد والفرحة تغمر يدفئها كل زوايا بيتك رجاءا سيدي، تذكر بأن 500 عائلة لم تستطع للعيد سبيلا، وتتابع بحسرة إعتصام الأب و الأخ و الزوج و الخطيب..بديلا، مند أشهر دون أن يهز دلك شعرة من شعور المسؤولين، بعيدا عن كاميرات التلفزيون وجرائد لا تشمر سواعدها إلا لقضايا البواسين و البواسات . وأنت تسلخ دبيحتك وتضع مشواتك الأولى مكتنزة باللحم على المجمر ، تذكر بأن مئات العائلات لم يطل عيد الأضحى بمحياه السعيد على عتبات منازلها.وهم ينتظرون في صبر و أناة عيدا كبيرا بانتهاء مأساة المطرودين و بعودتهم إلى عملهم . و أنت ترد تحية العيد بأحسن منها في الحي أو في الشارع على جارلك أو صديق لك، لا تنسى أن تبلغه بأن 500 عائلة من مطرودي سيتي باص لم تغمرها فرحة العيد ، وأقرؤه بدلا منها تحية الصغار الممزوجة بحسرة الصبايا عندما يجادلهم أقرانهم بحكاياتهم البريئة عن الكبش المليح الأقرن، فيردون بالصمت بدلا منها لأن لا كبش يموء أو يتغو في بيتهم،ومن لا كبش له لا عيد له في عرف الصغار. ونحن نقول لكم عيدكم مبارك سعيد، لا ننسى و لن ننسى محنة المطرودين و عائلتهم ونتذكر دوما صرختهم التاريخية: يا أمير المؤمنين.. أجي شوف المظلومين.
هشام الصمعي
عبدالله حفري