بعد تطرقنا في الحلقات الثلاث السابقة إلى شرح مضامين عنوان هذا الموضوع، والذي كان لنا شرف تغطيته بكل مسؤولية وروح وطنية، مع محاولتنا المتواضعة لإبراز جوانبه الإيجابية وخصوصيته الماكرو إقتصادية والإجتماعية والإنسانية، في علاقته المباشرة بالمهنيين الصغار منهم والكبار، وكذلك القطاعات الحكومية المتدخلة فيه في إطار الشراكة والمشاركة والحكامة الجيدة، بما في ذلك الإدارة الترابية والمجالس المنتخبة والوزارة الوصية ممثلة في المندوبية الجهوية للسياحة بفاس، والتي وعدنا مندوبها الجهوي السيد يوسف التدلاوي في لقاء خصنا به مساء يوم الثلاثاء 08 أكتوبربمقر مندوبيته، بتمكيننا من الأرقام المسجلة بالقطاع خلال هذه السنة، وكذلك مستوى المجهودات التي تقوم بها المندوبية في إطار الإشراف والتنسيق بين مختلف المصالح والمهنيين في أفق تأهيل القطاع وتحسين جودة الخدمات والتخفيف من المعاناة، والتي سنعمل على نشرها عندما يوافينا بها سيادته ،إلا أنه لازلنا لحد الآن ننتظر ذلك .
في هذه الحلقة بالذات، سنركز إهتمامنا على تبليغ من يهمهم أمر تأهيل القطاع السياحي بمدينة فاس العتيقة، إقتراحات بعض المهنيين وبعض فعاليات المجتع المدني الغيورين على هذا القطاع بصفة خاصة، وعلى التنمية المجالية المستدامة بالمدينة بصفة عامة، ومن جملة هاته الإقتراحات المهمة كما إستقيناها مباشرة من عين المكان، نذكر منها على الخصوص ما يلي:
1 – إحداث وبرمجة رحلات جوية مكثفة من مختلف العواصم الإفريقية المعروفة بإتباع معظم ساكنتها للطريقة التيجانية، مباشرة إلى المطار الدولي فاس سايس، من أجل تشجيع السياح الأفارقة مريدي هذه الطريقة إلى التوافد بكثرة إلى مدينة فاس حيث يوجد ضريح شيخهم سيدي أحمد التيجاني تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جناته.
2 – معالجة ظاهرة المرشدين السياحيين الغير المتوفرين على رخصة مزاولة هاته المهنة من طرف الوزارة الوصية، وذلك بإدماجهم كمساعدين للمرشدين السياحيين المعترف بهم خلال جولاتهم بالمدينة العتيقة، نظرا لتمكنهم بطلاقة من بعض اللغات الحية، ومعرفتهم الميدانية لمختلف المآثر السياحية والعمرانية بها، وكذلك القضاء على جميع الخروقات والإنتهاكات التي قد تصدر عنهم والتي من شأنها التأثير سلبا على هذا القطاع الحيوي .
3-تكثيف جولات المراقبة الميدانية الصارمة والمباغثة، للتأكد من سلامة جودة الخدمات المقدمة للسياح، وكذا عقلانية ومنطقية أثمان بيع المنتوجات المعروضة للبيع سواء في البازارات أو في المحلات التجارية الصغرى، مع ضرورةإعطاء المرشدين السياحيين الحرية للسائح الأجنبي من أجل إقتناء ما يرغب فيه من دون تدخل أو توجيه، ما عدا في الحالات التي يكتشف فيها الغش في الجودة، خصوصا إذا تعلق الأمرببعض المنتوجات الآسيوية التي تنعدم فيها مؤشرات الجودة .
4-الترويج الجيد والحسن دوليا للمنتوج السياحي المغربي ولمدينة فاس على الخصوص كوجهة سياحية بإمتياز، وقبلة التعايش والتساكن والتسامح الديني وحوار الحضارات والثقافات، والإستقرار الأمني بفضل يقظة ونجاعة التدخلات الأمنية والإجراءات الإستباقية والتواجد الوازن والفعال لكبار المسؤولين الأمنيين بدون إستثناء، بدءا من السيد والي أمن فاس ومساعديه الأقربين، بالإضافة إلى عمداء وضباط وعناصر الشرطة السياحية ومختلف الأجهزة الأمنية والإستخباراتية والإستعلامات العامة بولاية فاس.
5-تنظيم معارض محلية دورية للترويج لمنتوجات الصناعة التقليدية، قصد تشجيع الصانع التقليدي على الإبداع وتحسين الجودة والمردودية وجلب السائح الأجنبي والوطني على السواء، على أن تسند مسؤولية تنظيمها وتسييرها والإستفادة من عائداتها من طرف المجالس المنتخبة، للجمعيات المهنية والتجارية والخدماتية بشراكة مع فعالية المجتمع المدني النشيطة في هذا المجال .
6- تنظيم الباعة القارين في أسواق نموذجية، وكذلك الشأن بالنسبة لبائعي منتوجات الصناعة التقليدية للسياح الأجانب، للتقليل من المعاناة والمضايقات التي يتعرض إليها السائح أين ما حل وإرتحل .
7-تنظيم دورات تكوينية وتحسيسية لفائدة المهنيين والخدماتيين والصناع التقليديين في أفق المواكبة الجيدة وتأهيل القطاع السياحي بفاس .
8- تثبيث المزيد من كاميرات المراقبة الأمنية بجميع الأزقة والدروب التي تعرف حركة سير وتنقل ذؤوبتين وتعرف تواجد المرافق السياحية والتاريخية، بتمويل خاص من طرف الجماعة الحضرية لفاس في إطار دعمها المالي واللوجستيكي المستمرين، وذلك إعترافا منها بالمجهودات التي ما فتئت تقوم بها ولاية الأمن بفاس، من أجل ترسيخ الإستقرار الأمني وتثبيثه وضمان سلامة وأمن السائح الأجنبي والمغربي وساكنة مدينة فاس على السواء.
9- تفعيل جيد لدور المندوبية الجهوية للسياحة في التنسيق بين جميع المهنيين السياحيين الصغار والكبار في أفق الشراكة والمشاركة والحكامة الجيدة، وتهييء أرضية خصبة من أجل إنخراطهم جميعا بتلقائية في تأهيل القطاع وإنعاش الإقتصاد المحلي وتشجيع الإستثمار وخلق فرص الشغل لشباب المنطقة العاطل .
10- تمتين العلاقة بين المجلس الجهوي للسياحة بفاس والمهنيين والخدماتيين الصغار عبر جمعياتهم المهنية، والإصغاء إلى معاناتهم وإنتظاراتهم الوقتية مع العمل على تخفيفها والقضاء عليها، ومساعدتهم بالتوجيه والتأطير ودراسة إقتراحاتهم البناءة وتفعيلها، وتشجيعهم على الإبداع والإتقان والتفاني في العمل.
11- رد الإعتبار للإشعاع السياحي من طرف وزارة السياحة ووزارة الثقافة والجماعة الحضرية بفاس لعدوة الأندلس، وذلك بإصلاح وترميم وإعادة فتح المعلمة التاريخية الحضارية مدرسة الصهريج في وجه السياح الأجانب والمغاربة للإستمتاع بسحرية صهريجها وجماليته، وتنشيط الحركة الإقتصادية بالمنطقة .
12- تعزيز البنيات التحتية بمدينة فاس من طرف الجماعة الحضرية والوزارة الوصية وذلك بتشييد أكبر قصر للمؤتمرات من أجل جعل فاس قبلة دولية متميزة، لعقد أهم المؤتمرات والمنتديات والملتقيات السياسية والإقتصادية والثقافية، ومركز إصدار القرارات الدولية المصيرية، نظرا للسلم الإجتماعي والإستقرار الأمني التي تنعم بهما المدينة، وذلك بتظافر المجهودات المبذولة والتنسيق المحكم بين السلطات المحلية بولاية جهة فاس بولمان، والسلطات الأمنية بولاية أمن فاس بمختلف أجهزتها الأمنية والإستخباراتية والإستعلامات العامة بها، والجماعة الحضرية بفاس بجميع مقاطعاتها ومنتخبيها، وكذلك المندوبية الجهوية للسياحة .