أفادت مصادر أن الرئيس التونسي منصف المرزوقي ورئيس حكومته علي العريض قد تعرضا للطرد من موكب تشييع رجلي أمن، قتلا أمس على يد إرهابيين.
ويحدث هذا في وقت قال مسؤول أمني ل”رويترز” اليوم الجمعة إن الشرطة التونسية قتلت اثنين من المسلحين الإسلاميين، واعتقلت آخرين ينتمون لجماعة أنصار الشريعة المحظورة في قبلاط شمالي العاصمة تونس، بعد يوم واحد من مقتل شرطيين اثنين.
وكانت وزارة الداخلية التونسية قد أعلنت الخميس أن اثنين من قوات الحرس الوطني قتلا، في مواجهات مسلحة مع مجموعة إرهابية مسلحة في مدينة قبلاط من ولاية باجة شمالي العاصمة تونس.
وقالت الوزارة في بيان لها: “قتل اليوم 17 أكتوبر 2013 عونا حرس وطني وأصيب ثالث خلال مواجهة مع مجموعة إرهابية مسلحة بجهة قبلاط ولاية باجة، العمليات الأمنية والعسكرية متواصلة للقبض على هذه المجموعة”.
وكانت الجهة الحدودية الشمالية بين تونس والجزائر قد شهدت خلال اليومين الماضيين مواجهات مسلحة بين قوات الحرس التونسي وعناصر إرهابية مسلحة، حيث تعرضت بعض المراكز الحدودية في ولاية جندوبة الى إطلاق نار، كما شهدت منطقة الطويرف من ولاية الكاف الحدودية تعزيزات أمنية وعسكرية كبيرة، تحسباً لهجمات مماثلة.
وقالت وزارة الداخلية التونسية في بلاغها إن العملية الأمنية والعسكرية مازالت متواصلة، داعية وسائل الإعلام الى عدم نشر أي تفاصيل حولها حتى انتهائها.
وكانت الاشتباكات قد تجددت الأسبوع الماضي بين قوات الجيش التونسي والعناصر الإرهابية المسلحة بجبل الشعانبي في ولاية القصرين على الحدود مع الجزائر، صادرت على إثرها السلطات كمية من الذخيرة وأجهزة اتصالات فيما تحصن المسلحون بالفرار، كما قالت وسائل إعلام محلية إنه تم رصد مجموعة من المسلحين المتطرفين ومحاصرتها في جبل سمامة قرب جبل الشعانبي.
وتلاحق قوات الجيش والحرس الوطني منذ ديسمبر 2012 مجموعة مسلحة في جبل الشعانبي تعتبر تابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وترتبط هذه المجموعة بجماعة أنصار الشريعة التونسية التي صنفتها السلطات منظمة إرهابية واتهمت بالتخطيط لاغتيالات وبزعزعة استقرار البلاد.
يُذكر أن وزارة الدفاع التونسية كانت قد رفعت درجة الحذر في مختلف وحداتها قبل عطلة عيد الأضحى، كاشفة عن أن التهديدات الإرهابية ضد تونس متواصلة، وقد ارتفعت في الفترة الأخيرة، كما دفعت الأسبوع الماضي بتعزيزات أمنية وعسكرية جديدة دفعت إلى المنطقة الحدودية مع ليبيا، تحسباً من هجمات قد تشنّها جماعات مسلحة متحالفة مع جماعة أنصار الشريعة المحظورة، بحسب ما نقلت تقارير إعلامية وشهود عيان على الشريط الحدودي.
وأعلنت تونس الشهر الماضي حدودها مع الجزائر وليبيا منطقة عسكرية عازلة، لسنة كاملة قابلة للتمديد حسب الظروف، واتخذ الرئيس المرزوقي القرار “لتجنب عمليات تهدد أمن البلاد ولمقاومة عمليات التهريب وإدخال السلاح”، خاصة في جبال الشعانبي بولاية القصرين على الحدود مع الجزائر، حيث يواصل الجيش عملية عسكرية للقضاء على مسلحين مرتبطين بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.