المتشردون والمتسكعون ينتشرون بشارع الحسن الثاني بفاس

على امتداد شارع الحسن الثاني ،هذا الشارع الفسيح والذي أنشئ في عهد الحماية ، وتم تمديده من طرف مجلس فاس ليبلغ طوله حوالي 8 كلم ،إذ تطلبت إعادة هيكلته وترصيفه بالرخام وإتمام غرسه بأشجار النخيل والدلب الخضراء التي تظل يانعة طيلة ثلاثة فصول لتتساقط أوراقها الذهبية في فصل الخريف لتضفي على الأحواض المبثوثة على طول الشارع جمالية وروعة نادرتين، ميزانية ضخمة، وينتهي هذا الشارع الذي أضحى من بين أجمل الشوارع الوطنية ، ليعانق شارع الشهيد علال بن عبد الله ،وكلا الشارعين أقيمت على جانبيهما عمارات سامقة ودارات تمتاز بحدائق غناء تمتد حتى شارعي بدر والادارسة ،غير أن هذه اللوحة المعمارية التي أبدعها المهندسون الفرنسيون على عهد الحماية سابقا وأضفى عليها المهندسون المغاربة حلة أنيقة جمعت بين الأصالة والمعاصرة مما يجعل الزائر لفاس يقف منبهرا أمام تدفق مياه نافوراتها … هذه اللوحة يخدش ويشوه جماليتها انتشار الحمقى والمتسكعين الذين يجولون حفاة عراة ممسكين بقنينات امتلأت بالكحول الممزوج بالماء ،هؤلاء لايترددون في إطلاق العنان لكلامهم النابي وإرعاب المواطنين ، وخاصة هواة رياضة المشي في الصباح الباكر بهذه المنطقة !
من المفروض إخبار الجهات المسؤولة لاتخاذ الإجراءات اللازمة وذلك بإيداع الحمقى في مستشفى ابن الحسن لمعالجة الأمراض النفسية ،أما المتسكعون فمكانهم بالجمعية الخيرية الإسلامية ،إلا أن المؤسف أن المستشفى المذكور فإن طاقته الاستيعابية لاتكفي حتى للمرضى الذين يعالجون نفسيا، لعدة اكراهات منها استقباله للمرضى النفسانيين من عدة أقاليم قريبة من فاس كتاونات والحسيمة ومكناس ،أما الجمعية الخيرية فهي تعاني نقصا في الأسرة والموارد المالية ،
 .
السؤال الذي يطرحه المواطنون : ترى متى يوضع حد لظاهرة انتشار «كويلات والحمقى» بشارعي الحسن الثاني وعلال بن عبد الله ،فالواجب الإنساني يقضي بعلاج هؤلاء المرضى النفسانيين حتى يعودوا إلى حالتهم الطبيعية وحتى يظل شارع الحسن الثاني وشارع علال بن عبد الله، لما لهما من رمزية وبعد وطني ، موسومين بتلك السمة الجمالية البيئية والعمرانية التي تستقطب مواطني فاس وغيرهم للاستمتاع بما تزخران به من جمالية خاصة في العطل الأسبوعية ؟!