تميز المؤتمر الإقليمي الرابع لحزب الأصالة والمعاصرة بفاس الذي نظم تحت شعار : ( تخليق الحياة السياسية المحلية ورهان الحكامة الجيدة ) بالحضور الوازن والمتميز للسيد مصطفى البكوري الأمين العام الوطني للحزب الذي أكد من خلال كلمته التوجهية على موقف حزبه المتشتث بالوحدة الترابية وراء جلالة الملك الممثل الأسمى للدولة ورمز وحدة الأمة مثمنا ما جاء في خطاب جلالته بمناسبة إفتتاح الدورة التشريعية الحالية، بخصوص إلتزام جلالته بصيانة الوحدة الترابية للمملكة والحفاظ على سيادتها وإستقرارها في ظل إجماع الشعب المغربي الوفي وتظافر جهود كل مكوناته وعلى رأسها مناضلات ومناضلي وأطر حزب الأصالة والمعاصرة بجميع الفروع والأقاليم والجهات ، ومنددا في الوقت ذاته بسلوكات ومممارسات حكام الجزائر المعادية والمعاكسة لوحدتنا الترابية، والماسة بمقدسات وتوابث البلاد.
كما إعتبر السيد البكوري المؤتمرات الإقليمية محطات تنظيمية بإمتياز على الجميع العمل على إنجاحها، كما أن تخليق الحياة السياسية المحلية رهان الحكامة الحزبية الجيدة التي بإمكانها إفراز طاقات وكفاءات يمكن للحزب الإعتماد عليها في الإستحقاقات المقبلة، منوها في ذات المناسبة بالإنتذاب الجماعي المحلي لرؤساء الجماعات والمنتخبين المحليين المنتمين للحزب بفاس والأصداء الإجابية والسمعة الطيبة التي يحظون بها، في إتصالهم المباشر وإرتباطهم المعيشي اليومي المتواصل بالمواطنين من خلال سياسة القرب والتواصل والتفاعل والإصغاء لهموم وإنتظارات الناخبين الذين يملكون صلاحية إختيار المنتخبين والحزب الذي منحهم التزكية في إطار برنامج تعاقدي هم ملتزمون بتنفيذه، لأنهم صوت الحزب والمسؤولون عن صيانة سمعته وتلميعها، كما أكد على ذلك السيد الأمين العام الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة الذي غادرالقاعة مباشرة بعد إختتام الجلسة الإفتتاحية للمؤتمر .
الجلسة العامة الأولى تميزت بعرض التقريرين السياسي والمالي وإسناد مهمة رئاسة المؤتمر للقيادي الأستاذ فريد أمغار الذي حاول جاهدا تدبير مناقشة التقريرين بحكامة جيدة، إلا أن تباين وإختلاف المداخلات بين المطالبين بتأجيل المناقشة إلى حين عودة الأمين العام الإقليمي من الديار المقدسة بمناسبة أدائه لفريضة الحج، ومنهم من إعتبرأن التقريرين المقدمين مجرد مقدمة عرض ليس إلا، وبين المطالبين بالتعجيل والمطالبين بالتأجيل أعلنت الإنسحابات الجماعية العلنية من المؤتمرأمام تمسك رآسة المؤتمر بمواصلة الأشغال والتصويت على التقريرين وإنتخاب الأجهزة دون الأخذ بعين وزن وعدد المنسحبين (منتخبون بمجلس ومقاطعات مدينة فاس) والذين يمثلون الفروع المحلية لكل من عين البيضاء، جنان الورد، المشور، ظهر المهراز، دون أن ننسى سيدي حرازم الذي تخلف أعضاء فرعه المحلي عن حضور أشغال المؤتمر، بحسب ما أكدته مصادر مطلعة لفاس نيوز التي حرص طاقمها الصحفي على نقل وقائع المؤتمربموضوعية وأمانة.
وأمام هذا الوضع الشاذ حاول رجل التعليم المتقاعد المتمرس، الأستاذ عبد السلام زروال الأمين العام الجهوي للحزب بفاس لعب دور الإطفائي المنقذ مع الأطراف المنسحبة وليست المتمردة كما وصفها البعض، لأن هؤلاء المنسحبون ومن منطلق قناعتهم بمشروع حزب الأصالة والمعاصرة وإعتزازهم بالإنتماء إليه، وغيرتهم عليه وحبهم له، والإحترام المفروض الذي يكنونه لقيادته التاريخية والوطنية، أعلنوا خلال إنسحابهم من الجلسة العامة للمؤتمر تشبثهم الوطيد بالإنتماء للحزب بدون مزايدة أوتشكيك، آملين من قيادة الحزب العمل على تصحيح الوضع التنظيمي من أجل البناء السليم لهياكل الحزب بالإقليم في إطار الحكامة الحزبية الجيدة للوصول إلى التخليق الفعلي للحياة السياسية المحلية والإقليمية والجهوية، والنهوض بالحزب إلى الأعلى ليتبوء موقعه الجيد في المشهد السياسي الحزبي الإقليمي والمحلي بفاس .
لتنتهي أشغال المؤتمر الإقليمي على إيقاع الإنسحابات الجماعية، وإنتخاب الأستاذ لحسن الحيرت رئيسا للمجلس الإقليمي، على أن تستأنف عملية إستكمال عملية إنتخاب الأمين العام الإقليمي وبقية الأجهزة الحزبية في غضون الأسبوعين المقبلين، كما أكداه لنا في فاس نيوز الأستاذين عبد السلام زروال الأمين العام الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة وفريد أمغار رئيس المؤتمر الإقليمي الرابع بفاس.
محمد علوي مذغري