كلنا نستحضر الخطاب الملكي السامي ليوم الجمعة 11 أكتوبر 2013 بقبة البرلمان بمناسبة إفتتاح الدورة التشريعية الحالية، حيث إستشعر جلالته حفظه الله صعوبة الوضع بخصوص تطورات ملف قضيتنا الوطنية لأن الأمور لم تحسم بعد ومناورات خصوم وحدتنا الترابية لن تتوقف مما قد يضع ضقضيتنا أمام تطورات حاسمة كما أكد على ذلك جلالته، داعيا الجميع إلى التعبئة القوية واليقظة المستمرة والتحرك الفعال على الصعيدين الداخلي والخارجي للتصدي لأعداء الوطن أينما كانوا، وللأساليب غير المشروعة التي ينهجونها .
إنها فراسة القائد الملهم الملك محمد السادس، قائد مسيراالتنمية والتقدم والرخاء، إنه الحس الإستباقي في الطرح والقوة في التصدي والتواصل الشعبي والسرعة في الإشتغال والتتبع والمواكبة.
لذلك ومن أجله يبقى من حقنا كمواطنين مغاربة أن نتساءل، هل فعلا إستوعبت الحكومة والأحزاب السياسية التوجيهات الملكية الواردة في هذا الخطاب الملكي السامي؟
ما هي الخطوات التي قامت بها القيادات الحزبية من أجل تعبئة طاقاتها وإمكانياتها للتصدي لمناورات أعداء وحدتنا الترابية، كإجراءات إستباقية؟ هل فعلا قامت بزيارات ميدانية لمختلف الأقاليم الصحراوية من أجل ترؤس لقاءات تواصلية مع إخواننا سكان أقاليمنا الصحراوية والإصغاء إلى إنتظاراتهم اليومية وترسيخ الوطنية الحقة والتشبث بالإنتماء إلى الوطن في إطار الجهوية الموسعة المندمجة والحكم الذاتي في عقيدتهم ووجدانهم ؟
هذا من حيث الفعل، أما في ما يخص رد الفعل فلقد سجلنا بإرتياح موقف بعض الأحزاب المغربية من تصرفات المتمردين عن الوحدة الترابية أو ما يسميهم البعض إنفصاليي الداخل، والذين حان الوقت للتصدي لمناوراتهم البئيسة وتعقب تحركاتهم، مع العمل على معالجة الملفات العالقة لإخواننا بالصحراء المغربية بحكمة وعقلانية حتى لايستغلها الخصوم في المحافل الدولية، والأمر هنا يتعلق بحقوق الإنسان على إعتبارها الوترة الوحيدة التي بات يعزفون عليها أطروحتهم الإنفاصلية.
إلا إن الإجماع الذي صفقنا له بإعتزاز هو الموقف الموحد لأعضاء الحكومة وأعضاء البرلمان المغربي بغرفتيه وجميع قيادات الأحزاب المغربية في إطار التنديد بمؤامرات حكام الجزائرالمعاكسة لوحدتنا الترابية والماسة بمقدسات وتوابث البلاد، وما الإجتماع الذي إحتضنه مقر وزارة الشؤون الخارجية الذي ضم السيد وزير الخارجية وجميع القادة السياسيين والتصريحات التي أعقبته لأكبر دليل على تلاحم جميع المغاربة في ما يخص ملف وحدتنا الترابية وتعلقهم بأهذاب العرش العلوي المجيد .
الجميع يتحدث عن الزيارة الميمونة المرتقبة لجلالة الملك حفظه الله ونصره لأقاليمنا الصحراوية والتي وصفها بعض المسؤولين الجزائريين بكونها المسيرة الخضراء الثانية، وهذا وصف نعتز به ، لأنها ستكون حتما مسيرة النماء والرخاء والإستقرار وفتح الأوراش الكبرى والتي من ضمنها ورش الجهوية الموسعة المندمجة كمشروع ديمقراطي حداثي الذي يهدف بالأساس إلى فتح المجال للنخب المحلية من أجل الإنخراط الفعلي في التنمية المستدامة والمندمجة والمتضامنة لجهتهم.
فمرة أخرى سننتظر وسيسجل التاريخ من هي القيادات الحزبية الجريئة التي ستقتدي بصاحب الجلالة الملك محمد السادس وتقوم بزيارة الأقاليم الصحراوية وإجراء لقاءات تواصلية وتنظيمية مع مناضلي أحزابها سكان هذه الأقاليم الجنوبية .
محمد علوي مذغري