تأهيل سياحة التعايش الديني بفاس و الخصوصية الحضارية المغربية -الوازع الديني و الحس الوطني-

تعتبر مدينة فاس العاصمة العلمية للمملكة المغربية الشريفة قبلة التساكن والتعايش والتسامح الديني، وأرض حوار الأديان والثقافات والحضارات العريقة، وملجأ أمن وأمان وإستقرار للأقليات الدينية والثقافية والعرقية عبر العصور، ووجهة سياحية بإمتياز لجميع أفراد الطائفة اليهودية بالمغرب المنتشرين عبر دول العالم، والذين يشدهم الحنين لزيارة أهم المآثر التاريخية والعمرانية المقدسة عندهم، حيث يؤدون شعائرهم الدينية وطقوسهم الروحية، بكل حرية وأمان نظرا لظروف الإستقرار الأمني والروحي  الذي تنعم به مدينة فاس، والذي تسهر على توفيره السلطات المحلية والمندوبية الجهوية للسياحة وكذا مختلف الأجهزة الأمنية والإستخباراتية بالمدينة.

 ومن بين أهم الأماكن المقدسة عندهم بفاس، والذين يشدون الرحال إليها جماعات وفرادى، في إطار رحلات منظمة على مدار السنة، نذكرمنها على الخصوص وبالضبط بمنطقة الملاح جماعة المشور :

بيعة بن دنان الكائنة بدرب الدجاج  ،  مقر شارل دو فوكو الكائن بدرب الفوقي، بيعة صلاة الفاسيين الكائنة بدرب الفاسيين .، درب الميعارة قرب عرصة الزرب، وكذلك المقبرة اليهودية بالملاح

ومن بين المعاناة التي إستقيناها من عين المكان، نذكر على سبيل المثال لا الحصر إفتقاد المنطقة لموقف كبير لوقوف حافلات نقل السياح الأجانب وعدد كبيرمن السيارات في حجم التوافد المهم للسياح الأجانب والمغاربة وساكنة المدينة .

وكذلك إشكالبة الدور الآيلة للسقوط، خصوصا منها تلك المحادية للمآثر التاريخية العمرانية للطائفة اليهودية بفاس ، والتي تحتاج معالجتها إلى إعتماد مقاربة إستعجالية ينخرط فيها الجميع: السلطات المحلية (ممثلة في السيد باشا المشور والسيد القائد رئيس الملحقة الإدارية والسادة أعوان السلطة)، وأعضاء المجالس المنتخبة بما في ذلك السيد رئيس جماعة المشور وأعضاء مجلسها، وجميع القطاعات الحكومية المتدخلة في القطاع السياحي بفاس، دون أن ننسى الدور الفعال الذي تقوم به فعاليات المجتمع المدني بمنطقة المرينيين الملاح، نظرا لغيرتها على القطاع ومساهمتها في ترسيخ الإستقرار والأمن  والتنمية المجالية المستدامة بالمنطقة .

غير أن الشيء الذي لفت نظرنا بقوة ونحن نقوم بزيارة ميدانية لأهم الأماكن المقدسة عند الطائفة اليهودية بالمغرب، هو نظافة الدروب والأزقة التي يمر بها هؤلاء السياح، بشكل يفيد بأن هناك مجهودات تبذل يوميا من طرف جميع المسؤولين عن هذه المنطقة، وجب التنويه والإشادة بها وذلك من باب، الشيء بالشيء يذكر .