فاس نيوز – موقع الجهة الاخباري 24 ساعة موقع اخباري لجهة فاس مكناس منكم و اليكم ننقل الرأي و الرأي الآخر
يشهد المغرب تراجعاً ملحوظاً في زواج الأقارب حسب إحصائية أخيرة كشف عنها المعهد الوطني للصحة بحوالي 15.25 في المئة من مجموع الزيجات التي تم عقدها في المملكة، وعزت الباحثة في علم الاجتماع كريمة الودغيري ذلك إلى التغيرات التي شهدها المجتمع خاصة طغيان الفردانية وأصبحت تداعيات الظاهرة على صحة الأطفال المستقبلية تُشكّل هاجس خوف لدى كثير من الأسر محلياً.
وكشفت آخر الإحصاءات للمندوبية السامية للتخطيط، عن انخفاض النسبة من 29.3 إلى 21 % لهذا النوع من الزواج بالأقارب البعيدين، فيما بقيت بأبناء العمومة مستقرة بنحو 16.3 %، وشهد الارتباط بأحد البعيدين انخفاضاً ملحوظاً، من 13 إلى 5.1 %، بينما ارتفع لدى أبناء العمومة من 56 عام 1995 إلى 75 % في سنة 2010.
وشمل انخفاض زواج الأقارب في الوسطين القروي والحضري، على حد سواء، إذ انتقل بين عامي 1995 و2010 من 33.1 إلى 22.6 %إلى الأول، ومن 26 إلى 19 بالمئة للثاني.
وقالت الطالبة الجامعية بكلية الشريعة في فاس سلوى ع: إن زواج الأقارب غير محبب دينياً واجتماعياً لأنه يضعف النسل، واستشهدت بواقعة حدثت في عهد سيدنا عمر بن الخطاب حيث لاحظ أن بني السائب ينجبون أطفالاً ضعافاً جراء تزاوج أفراد القبيلة فنهاهم عن ذلك وأمرهم بأن يتزوجوا من أفراد قبائل أخرى، قائلاً «اغتربوا لا تضووا» أي حتى لا ينجبون ذرية مريضة ضعيفة.ولا يرى محمد ص الموظف بأحدد البنوك، وهو متزوج حديثاً من ابنة خاله، مانعاً من عقد قران قريبته، ولقد أنجب منها طفلاً وهو في صحة جيدة وفي كامل قواه العقلية والبدينة، وقال لا أرى مانعاً في أن يجري القريبان المقبلان على الزواج فحوصات طبية قبل الزواج لتفادي انتقال أمراض وراثية حسب ما يدلي به الأطباء حول خطورة الموضوع من الناحية العلمية.
ورغم أن القاعدة الطبية الشرعية لا تمانع من زواج الأقارب، لكنها تحث على توخي الحذر والحيطة، حيث تؤكد معظم الدراسات العلمية عن الأمراض الوراثية الشائعة، ومن أبرزها أمراض هيموغلوبين الدم والعيوب الخلقية الاستقلابية والأمراض أحادية الجينات الشائعة، إنها السبب الرئيسي للكثير من الأمراض والإعاقات لدى الأطفال.
وكشفت العديد من الأبحاث العلمية التي أجريت حول زواج الأقارب أن الإصابة بتلك الأمراض والإعاقات لدى الأطفال من أبوين قريبين واضحة بسبب عدم إجراء الفحص الطبي لدى الزوجين قبل الزواج، حيث تكون الفرصة أكبر لدى الزوجين من الأقارب في حمل صفات وراثية متنحية عندما يكون كل واحد من الأبوين حاملاً للصفة المسببة للمرض.
وحسب أخصائي أمراض نساء وتوليد الدكتور محمد بناني فإن زواج الأقارب يورث 82 مرضاً، مثل الإجهاض المتكرر، والإعاقات المتعددة، ومرض الحويصلات المتعددة بالكلية، مرض الثلاسيميا، مرض زيادة الحديد بالدم، مرض ضمور عضلات الوجه والكتفين، مرض الأورام المتعددة بالقولون، ووزن المواليد يكون أقل من زيجات غير الأقارب، وغيرها من الأمراض.
