سيجري يوم الخميس 14 نونبر 2013 في الساعة الرابعة بعد الزوال بالمقر المركزي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل بالدارالبيضاء. 64 زنقة المرتضى- حي النخيل- الدار البيضاء.تقديم كتاب جديد بعنوان الكونفدرالية الديمقراطية للشغل : تاريخ ونضال ” وذك بمناسبة المؤتمر الوطني الخامس للكونفدرالية الديمقراطية للشغل الذي سينعقد بالدار البيضاء أيام 29 و30 نونبر و1 دجنبر 2013 تحت شعار: “التعبئة العامة من أجل الإصلاح الحقيقي”.
يتضمن الكتاب الذي يقع في 300 صفحة من الحجم الكبير وأعده محمد عطيف وشعيب حليفي ، كرونولوجيا الفعل النقابي الكونفدرالي من سنة 1978 إلى سنة 2013:
– أهم الأنشطة النقابية المركزية للكونفدرالية الديمقراطية للشغل من سنة 1978 إلى سنة 2013.
– ملصقات فاتح ماي والملصقات الخاصة ببعض التظاهرات التي أحيتها الكونفدرالية الديمقراطية للشغل.
– ملحق 1 : يتضمن البيانات الصادرة عن المؤتمرات الأربع التي عقدتها الكونفدرالية الديمقراطية للشغل.
– ملحق 2 : يتضمن الملف المطلبي الكونفدرالي والاتفاقيات الموقعة بين الحكومة والمركزيات النقابية وأرباب العمل.
ومما جاء في التقديم :
يؤسس كل مسار تاريخي لعدد من الأحداث والأفكار والقيم، وحينما يتعلق الأمر بمسيرة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، وهي المنظمة النقابية التي حفرت اسمها وأسماء مناضليها ومناضلاتها في كل محطات تاريخ المغرب الاجتماعي والسياسي، فإن الأمر يصبح أكثر إغراء وثراء باعتبار أن تدوين وتوثيق أهم اللحظات والأحداث التي عاشتها الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، منذ التأسيس في 25 نونبر 1978 إلى غاية الآن، هو صورة غير رسمية لتاريخ المغرب ووثيقة تكشف عن ثلاثة حقائق من بين أخرى:
ـ الحقيقة الأولى: إن هوية الكونفدرالية الديمقراطية للشغل نابعة من حرارة التفكير والوجدان الشعبي للمغاربة، وإن ولادتها في نهاية السبعينات هو نتيجة حتمية لتفاعلات تاريخية، ومشاعر وقيم ساهمت في رسم الإستراتجية النضالية، وفي تغيير العديد من المسارات الأخرى، حيث أصبحت الطبقة العاملة قوة تختبر فعلها في ميزان واقع متعدد وملتبس، وظلت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، باستمرار، ذلك القلب الفاعل والمتفاعل مع كل شرائح المجتمع المغربي.
ـ الحقيقة الثانية: إن ما حققته الكونفدرالية الديمقراطية للشغل وما ستحققه، لم تحققه أية منظمة أو جمعية، بمعنى أن العديد من المكتسبات الاجتماعية والسياسية كانت مبادرات الكونفدرالية الديمقراطية للشغل فيها حاضرة وفاعلة وداعية، وقد قدمت لأجل ذلك تضحيات لا محدودة.
إن دور الكونفدرالية الديمقراطية للشغل كان وما زال ممتدا في كل النسيج الاجتماعي والسياسي، وضمن كافة الحركات حتى أصبح جزءا عضويا من الهوية، وما تحقق من مكاسب مست أبسط العمال في معامل صغرى أو وحدات إنتاجية، إلى القطاع العام، إلى الحياة اليومية، هو أيضا جزء من النضال من أجل الحرية والكرامة والقيم.
ـ الحقيقة الثالثة: ليس في إمكان المؤرخين والمهتمين بالتاريخ الاجتماعي والسياسي، والتاريخ العام إدراك وفهم التحولات بالمغرب الحديث دون استحضار مسيرة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل والمتجلية في فعلها النضالي ومواقفها.
حقائق كثيرة سنتوقف عندها من خلال التذكير ببعض المحطات التاريخية والتي تعيد إلى الذهن تشكل الوعي النقابي وأفقه الحافل بالأفكار والمواقف، والتذكير بأن هذا الوعي تجلى من خلال:
طرح الإشكاليات المجتمعية الكبرى في المجالات النقابية والسياسية والاقتصادية والدستورية مرتبطة بالتحليلات المركبة لما يشكل عوائق من قبيل مراجعة الدستور ونزاهة الانتخابات وتوسيع الحريات، للمرور إلى إصلاح نظام الأجور والتعويضات وتوقيف ارتفاع الأسعار والإثراء الفاحش، وكل ما يمت بصلة إلى الفساد السياسي والإداري والاجتماعي والأخلاقي.
الدعوة، وباستمرار، إلى حوار وطني ومشاورات دائمة بين الحركة النقابية من جهة، وبين الحاكمين والفاعلين والشركاء من جهة ثانية، من أجل شفافية الرؤية لما فيه مصلحة وعزة الوطن، وضمنه الشغيلة المغربية من أجل ضمان سلم اجتماعي وعلاقات وطنية واضحة وعيش كريم.
النضال من أجل إقرار الحرية للجميع، وفي كل المستويات، وتحقيق الديمقراطية، وصولا إلى مجتمع حر ومتحرر وديمقراطي تسوده العدالة والاطمئنان.
الدعوة إلى التكتل والعمل الوحدوي المشترك على صعيد الحركة النقابية المغربية والقوى الديمقراطية من أجل توحيد جهود الطبقة العاملة وتقوية الأداء النقابي.
الاستحضار الدائم لقضية الوحدة الترابية وضرورة استمرار التعبئة لمواجهة كل تحديات الخصوم مع المزيد من الحذر والتشبث بحقوقنا التاريخية المشروعة، وقضية استرجاع سبتة ومليلية وكل الجزر.
الارتباط بالقضايا القومية العربية والتضامن مع مطالبها العادلة في مواجهة العدوان الامبريالي، والتضامن مع الشعوب الإفريقية المضطهدة وكل الشغيلة العالمية التي تعاني القهر والحيف.
الدعوة إلى التحديث والعقلنة وإلى النقد الذاتي.
المطالبة بإطلاق سراح جميع المعتقلين النقابيين والسياسيين وإرجاع المغتربين والكشف عن مصير المختطفين والمختفين.
الاهتمام بقضايا العمال المهاجرين المغاربة التي تزداد تعقيدا، وتحتاج إلى تكثيف الجهود الوطنية والدبلوماسية للحفاظ على حقوقهم وكرامتهم من المد العنصري والتمييزات العرقية.
الوفاء الخالد للخط الكفاحي وللهوية التقدمية للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، باستحضار كل مكونات الطبقة العاملة المغربية والمساندين لقضاياها العادلة. والوفاء للعمال والفلاحين والطلبة، وكل شرفاء هذا الوطن، من بناة الحق والديمقراطية وكل الشهداء وتضحياتهم التي ستظل أثرا خالدا في النفس والتاريخ.
إن كل هذا يعتبر جزء من ذاكرة جماعية، والمرآة التي لا أحد يستطيع التغيير من حقائقها وما ينعكس عليها، وهو ثمرة نستظل بها وبأوراقها المنفتحة على القراءات والإرواءات.