توقعت مصادر من “اتصالات المغرب” أن تشرف المجموعة المغربية على إدارة كافة الفروع التي تملكها شركة “اتصالات” (الإمارتية) في القارة الإفريقية، مباشرة بعد إتمام الإجراءات القانونية والمحاسبية المتعلقة بالصفقة التي فوتت بمقتضاها مجموعة “فيفاندي” الفرنسية حصة 53 % من رأسمال “اتصالات المغرب” بقيمة إجمالية قاربت 5 ملايير دولار، في أكبر صفقة يشهدها الاقتصاد المغربي هذا العام.
وتأتي هذه التوقعات لتؤكد تصريحات عبد السلام أحيزون، رئيس الإدارة الجماعية لاتصالات المغرب، التي أدلى بها الصيف المنصرم حول الفروع الستة لاتصالات الإماراتية التي تمتلكها في القارة السمراء، حيث قال إن ” اتصالات المغرب هي من سيتولى مسألة إدارتها، نظرا لنجاعة النموذج الذي طورته اتصالات المغرب في تقويم فروعها الإفريقية وتنميتها بوتيرة سريعة”.
وأورد نفس المصدر لهسبريس أنه “بعد التوقيع على الصفقة بين فيفاندي واتصالات الإماراتية، الآن سيقوم خبراء قانونيون وماليون بالإنكباب على الجوانب القانونية والمالية لإنهاء الصفقة في أقرب الأجال”. مضيفا “أعتقد أن الأمر لن يتجاوز الشهران على أبعد تقدير..عموما، نأمل الانتهاء من هذه المرحلة مع نهاية شهر دجنبر المقبل، وهي الفترة التي يتسلم خلالها الخبراء القانونيون والماليون ملف الصفقة”.
وكان عبد السلام أحيزون، رئيس المجلس المديري لاتصالات المغرب قد أعرب قبل شهرين عن ارتياحه اتجاه تفويت حصة فيفاندي في اتصالات المغرب إلى شركة اتصالات الإماراتية.
وقال أحيزون، خلال المؤتمر النصف سنوي الذي عقده قبل ثلاثة أشهر تقريبا للإعلان عن النتائج نصف السنوية لاتصالات المغرب، “تربطنا علاقات متينة مع اتصالات الإماراتية وكل واحد فينا يعرف الآخر بشكل جيد!”. مضيفا أن “هناك الكثير من عناصر التشابه، ومن عناصر التكامل أيضا، بين اتصالات المغرب واتصالات الإماراتية”.
إلى ذلك يؤكد الخبراء أن صفقة الاستحواذ على اتصالات المغرب تشكل عنصرا إيجابيا لاتصالات (الإماراتية) في ضوء وجودها القوي الحالي في شمال أفريقيا.. وإذا تمت إدارتها بشكل جيد، يمكن أن تحقق (اتصالات) الكثير من توفير النفقات والعائدات من العمليات هناك، يقول الخبراء.
ويشار إلى أن شركة ‘اتصالات’ أنشئت في دولة الإمارات العربية المتحدة سنة 1976، ويقول مسؤولوها إن المجموعة استطاعت أن تقيم “بنية تحتية متطورة في مجال الاتصالات الحديثة وخلقت لنفسها مكانة عظيمة كمشغل متطور يمكن الاعتماد عليه وتحتل ‘اتصالات’ المرتبة رقم 140 في قائمة أفضل 500 مؤسسة عاملة فى سوق الاتصالات وذلك وفقا للإحصاء الذى قامت به مجلة ‘الفينانشال تايمز’ كما تعد سادس أكبر شركة في الشرق الأوسط بالنسبة لرأس المال والعائدات”.
ويقول المسؤولون الإمارتيون إن “اتصالات” تعتبر من أوائل الشركات التى قامت بتقديم خدمات المحمول فى المنطقة العربية وأول من قدم تكنولوجيا “جي إس إم” في عام 1994.
ودخلت “اتصالات” للسوق الإفريقي سنة 1999 بعد إبرامها لصفقة اقتنائها لحصة مساهمة في شركة زانتل التنزانية، في أول خطوة تخطوها نحو التحول إلى مجموعة اتصالات دولية كبرى، وفي سنة 2004 اشترت حصة مساهمات في شركة كنار السودانية، وفي 2005 توسعت في افريقيا الغربية عن طريق الاستحواذ على حصة شركة أتلانتك تيليكوم التي التي تدير وتنظم مشغلي الاتصالات في سبع دول في غرب إفريقيا تشمل بنين، بوركينا فاسو، الغابون، النيجر، الطوغو، جمهورية إفريقيا الوسطي وكوت ديفوار.
وفي 2006 فازت بالرخصة الثالثة للهاتف المحمول بمصر، وفي 2007 استحوذت الشركة على حصة في شركة اتصالات بنيجيريا التي تعتبر من أكبر الأسواق الافريقية الأسرع نموا، وفي سنة 2012 فازت اتصالات برخصة الجيل الثالث في كوت ديفوار.