الفاعلون الجمعويون وغياب ثقافة التدخل الناجع وأدبيات الإسعافات الأولية

الإنسان على وجه البسيطة معرض لا قدر الله في أية لحظة من اللحظات للكوارث، قد تكون بفعل الطبيعة كما يسميها البعض( الفياضانات والزلازل والعواصف الرعدية والرياح القوية المصحوبة بالأمطار الغزيرة )، وقد تكون كذلك أيضا بفعل فاعل ( إندلاع الحريق، إختناق عن طريق تسرب الغاز أو حطب التدفئة خصوصا ونحن في فترة حدة البرد وكثرة التساقطات، إنفجار قنينات الغاز المنزلية، مخاطر التيار الكهربائي، إنهيار المنازل الآيلة للسقوط بما في ذلك الدور والدرازات والمساجد المدعمة، ولا ننسى كذلك هول حوادث السير بالطرقات والشوارع والأزقة ) .

بعض من هذه الحوادث قد يصادفها الفاعلون الجمعويون في طريقهم ولهم رغبة في تقديم يد المساعدة لإنقاذ ما يمكنه إنقاذه إنسجاما مع مبادئهم النبيلة التلقائية، إلا أن جهلهم لثقافة التدخل الفعال ولأدبيات الإسعافات الأولية الضرورية قد يجعلهم عاجزين عن تقديم المساعدة المستعجلة السليمة، كما أن أي خطإ قد يعرضهم  لأخطار قد لايحمد عقباها لا قدر الله .

لذلك ومن أجله، أضحى من الضرورة بما كان، على المرء بصفة عامة وفعاليات المجتمع المدني بما في ذلك أعضاء الوداديات السكنية بصفة خاصة، الخضوع لدورات تكوينية في هذا المجال لتدعيم قدراتهم التطوعية على تقديم المساعدة الممكنة في إطارها الصحيح للمتضررين ومساعدتهم على الخروج من هذه الفاجعة بأقل الأضرار وأقل الخسائر.

إدارة فاس نيوز وفي إطار رسالتها الإعلامية النبيلة ، ومن خلال تواصلها مع فعاليات المجتمع المدني ووداديات الأحياء السكنية والفيدراليات وتجار بعض الأسواق التجارية على صعيد الولاية، ستعمل جاهدة على عرض هذه الفكرة على أنظار السيد والي جهة فاس بولمان للإشراف الفعلي على تفعيلها تعميما منه للإستفاذة المعرفية وتخفيفا من حدة وهول الخسائر الناجمة على مثل هكذا أخطار.

وللإشارة فقط، فإن القيادة الجهوية للوقاية المدنية بجهة فاس بولمان تزخر بالعديد من الكفاءات والأطر المعترف لها دوليا ووطنيا بخبراتها الميدانية والنظرية في مجال التأطير والتكوين وتلقين أدبيات الإسعافات الأولية وثقافة التدخلات الناجعة في حينها، والتي من شأن تعميمها في صفوف الفاعلين الجمعويين تجنيب مدينتا وساكنتها من هول الخسائر البشرية والمادية، نجانا الله وإياكم وجميع المسلمين من كل فاجعة، إنه سبحانه وتعالى قريب سميع مجيب . 

إن تفعيل مثل هذه المبادرة الإنسانية وإنجاحها، كفيل بأن يجيب على سؤال حير ولايزال يحير كل فاعل جمعوي ألى وهو : ما الذي يتعين علي القيام به من أجل تقديم يد المساعدة للآخرين وإنقاذهم ؟  آه لو كنت أعلم !!! .

محمد علوي مذغري