قبل خمسين عاما, و في العام 1963, سنتين بعد توليه العرش, سيقوم الحسن الثاني, بأولى زياراته الرسمية للولايات المتحدة, خصص له خلالها الشاب الآخر جون كيندي استقبالا رسميا و جماهيريا قلَّ نظيره.
شيء ما في الأشرطة و الصور التي تؤرخ للزيارة يوحي تفاهم كبير بين الرجلين يصل حد التواطؤ و الصداقة.
لكن و هما يودعان بعضهما, لم يكن الشابين يعلمان أن أحدهما على موعد مع الموت و الآخر مع الحياة…
فبعدها بخمسة أشهر كانت مدفعية الحرس الملكي تطلق بالرباط 101 طلقة إعلانا بميلاد الابن الذكر, وارث عرش أبيه و ضامن استمرار سلالة آل مولاي علي الشريف في حكم المغرب الأقصى…
في وقت كان فيه “هارفي اوزوالد” يستعد ليطلق 3 رصاصات على الرئيس و يسقطه صريعا في أحضان الجميلة جاكلين…حدث ذلك في يوم الجمعة 22 نوفمبر 1963
يومها تابع العالم ذاك المنظر البشع لاغتيال جون فيتجيرالد كينيدي في سيارة مكشوفة والى جانبه جاكي في مشهد تحول إلى جزء من الذاكرة الجماعية للعالم.
ومضت خمسون عاما…دارت الأرض مرات ومرات…كبر الصغار و بعض الكبار ماتوا.
و في يوم الجمعة 22 نوفمبر 2013 محمد السادس, الذي لم يلتقي باراك أوباما في ولايته الرئاسية الأولى يدخل أخيرا إلى البيت الأبيض في نفس اليوم الذي شهد اغتيال صديق والده قبل خمسين عاما.
يوم أمر فيه مضيفه أوباما بتنكيس الأعلام, و مكتفيا بعبارة رثاء قصيرة, لكنها قالت أكثر من الكثير:”منذ نصف قرن, نعت أمريكا خسارة موظف غير عادي”.