المبادرة تأتي في ظرفية تؤشر فيها التقارير الدولية على أن المغرب يحتل الدرجة الثانية عالميا في إنتاج نبتة الكيف..
وبعد إجراء تجارب سريرية لمرضى بسويسرا أظهرت على أن نبتة الكيف مفيدة في تخفيف آلام داء التصلب الضموري.
من المتوقع أن يعقد البرلمان المغربي الأربعاء يوما دراسيا، غير مسبوق في المغرب، بناء على طلب ائتلاف مدني مدعوم من إحدى مجموعات المعارضة السياسية بالتحديد حزب البام ، حول إمكانية تقنين استعمال ‘نبتة الكيف’ أو القنب الهندي في الصناعات الطبية و الصيدلية.
وحسب برنامج اليوم الدراسي الذي قدمه شكيب الخياري منسق ‘الائتلاف المغربي من أجل الاستعمال الطبي والصناعي للكيف’ لوسائل الإعلام ، فسيتم تقديم عروض من طرف خبراء دوليين قادمين على الخصوص من دول أوروبية على رأسها سويسرا.
اليوم الدراسي الغير مسبوق يحمل شعار ‘دور الاستعمالات الايجابية لنبتة الكيف في خلق اقتصاد بديل’، وذلك بعد جدل سياسي حول الحملات ضد زراعة المخدرات في شمال المملكة التي قادتها الدولة مند سنوات و في وقت لازالت تقارير دولية تعتبر المغرب يحتل الرتبة الثانية في إنتاج هذه النبتة بعد الولايات المتحدة، وأول مصدر غير قانوني لها، إدا أخدنا في الاعتبار كون التصدير موجه للاستهلاك الفردي وليس للاستخدام الطبي أو الصناعي.
وفي الموضوع قال المهدي بنسعيد عضو حزب الأصالة والمعاصرة المعارض حول اللقاء، الذي ينظم لقاء الأربعاء الذي سيحضره مختصون مغاربة وأجانب انه يهدف إلى ‘خلق نقاش أوسع حول إمكانيات الاستعمال القانوني طبيا وصناعيا لهذه النبتة، على غرار تجارب دولية عديدة .
وحسب بنسعيد فإن هذا النقاش ‘هو خطوة أولية نحو اقتراح مشروع قانون من أجل الاستعمال الطبي والصناعي لهذه النبتة .
وسبق لشكيب الخياري، الذي يعتبر أحد أبرز النشطاء المدنيين المدافعين عن تقنين استعمال هذه النبتة التي يشتهر بها المغرب، أن اقترح مشروع قانون في نيسان/ أبريل الماضي مكون من 109 مادت هيئها في أربعين صفحة، من أجل ‘تقنين زراعة واستغلال الكيف الطبي والصناعي.
ويقول التقرير أنه مند سنة 2010 قام الدرك الملكي المغربي، برفقة المعهد الوطني للبحث الزراعي، على مدى أربعة أشهر، بإجراء تجارب سرية في أربع مناطق مختلفة من المغرب، وصدرت نتائج تلك التجارب في وثيقة من 20 صفحة، نشرت سنة 2011 تحت عنوان ‘في أفق تقنين زراعة الكيف في المغرب.
وحسب إحصائيات صادرة عن وزارة الداخلية المغربية فإن حوالي 90 ألف عائلة مغربية، أي ما يعادل 700 ألف مغربي، يعيشون من عائدات هذه النبتة، خاصة في شمال المغرب الذي يسمى ‘الريف’ المغربي
ورغم أن الأرقام الرسمية الصادرة عن الحكومة المغربية تتحدث عن انخفاض زراعة حشيشة ‘الكيف’ بنسبة 60′ خلال السنوات العشر الأخيرة، واقتصارها على نحو 50 ألف هكتار إلا أن المغرب يظل من أول المنتجين عالميا .
وأورد تقرير صادر عن مركز الأبحاث والدراسات حول البيئة والمخدرات في المغرب أن ما يربو على 26في المئة من الشباب المغاربة يتعاطون المخدرات بشــــكل منتــــظم، وأن 90 في الئة من بينهم تقل أعمارهم عن 25 سنة، بحيث تبلغ نسبة التعــــاطي في المراحل التعليمية الدنيا والمتوسطة 10في المئة ، وتتضاعف هذه النسبة في أوساط الطلاب في الجامعات والمعاهد العليا
و حسب تقديرات التقرير السنوي للمكتب الأمريكي الخاص بتتبع ومكافحة المخدرات يبلغ حجم منتوج المخدرات في المغرب 2000 طن سنويا، منها 1500 طن توجه إلى دول الاتحاد الأوروبي .
وبدأت عدد من دول العالم مند سنتين تقريبا تقنين استعمال نبتة الكيف طبيا، من بينها هولندا، إسبانيا، إيطاليا، ألمانيا، بريطاليا، كندا، استراليا، ومؤخرا جمهورية التشيك .
وفي سويسرا استفاد عشرات المرضي الذين يعانون من مرض التصلب الجانبي الضموري، وهو مرض عصبي خطير، منذ عام 2007 من علاج عن طريق القنب الهندي لتخفيف آلامهم بدون اعتراض من السلطات
وفي ألمانيا قننت الدولة تعاطي المخدرات وخصصت لها مقهى خاص ببرلين مؤخرا على أن تكون تحت حراسة مشددة ومراقبة من رجال الأمن كخطوة لمكافحة ترويج المخدرات..
تقرير : هشام الصميعي