في بادرة جميلة قام والي جهة فاس بولمان ضوء الأسبوع الماضي ، بزيارة تفقدية إلى نواحي بويبلان على بعد مئات الكيلومترات من العاصمة العلمية ،حيث يعيش أهلها الطيبون في ظروف قاسية بمناطق نائية تحفها مسالك وعرة على سفوح أعلى قمم الجبال المكسوة بالثلوج، مناطق تصل فيها درجة البرودة مع فصل الشتاء إلى ما تحت الصفر وتتقلص فيها مؤشرات التنمية البشرية ..
قافلة الدفء كما أسماها الزملاء الصحفيون الذين رافقوها و التي ترأسها الوالي استفادت من خلالها ساكنة مناطق جبل بويبلان من مؤونة و كساء ودواء ، في مبادرة إنسانية لدعم قاطني هذه المناطق النائية بمناخها وتضاريسها الوعرة على تحمل فصل الشتاء القارس، كانت أيضا مناسبة أدخلت الدفء في قلوب الساكنة ، وهم الذين تعودوا أن لا يلتفت إليهم أحدا من المسؤولين إلا بمناسبة الانتخابات .
هذه المبادرة التي تأتي في إطار سياسة القرب وتتبع أوضاع الساكنة عن كتب بزيارة الوالي محمد الدردوري لأبعد نقطة في الجهة، حملت ربما أكثر من رسالة للمسؤولين في الإدارة الترابية بان المفهوم الجديد للسلطة لا يمكن اختزاله في صناعة القرار داخل المكاتب مهما كان جيدا، بل ينبع من قناعة التواصل مع رعايا جلالة الملك و الوقوف على مشكلاتهم وحاجياتهم الملحة.
وفي الوقت الذي لا يبخل فيه والي جهة فاس بولمان على تتبع حاجيات الساكنة ويلتفت عن كتب لمشكلاتهم سواء بالعالم الحضري أو القروي ويشتغل بدينامية وبدون مبالغة قل نظيرها ، نجد فيه نماذج من رجال السلطة قابعين في مكاتبهم وهمهم الوحيد هو أن يمر عليهم النهار أبيضا في أبيض. و آخرون قبلهم يوصدون الأبواب حتى على الفاعلين الجمعويين بدعوى أنهم مشغولون في اجتماعات لا أساس لها من الصحة إلا في أجندتهم الخاصة جدا و البعض منهم يترك المواطنين لساعات في طوابيير أمام المقاطعات في انتظار توقيع على هذه الشهادة أو تلك.
وفي الوقت الذي يجد فيه الوالي ويقترب أكثر من مشكلات المواطنين وينصت لحاجياتهم ، نكتشف في الجانب الآخر من إدارات عمومية موظفون يهينون المواطنين في المكاتب (بسير واجي) ويغادرون مكاتبهم بعذر أو بغيره وبدون توقيت. ونجد في الصنف الآخر لجان في العمالات لا تشتغل إلا في المناسبات أو بمناسبة مقال في هذه الجريدة أو تلك ، كتلك اللجان المتعلقة بمراقبة الأسعار وجودة السلع المعروضة للاستهلاك أو لجان مراقبة خروقات التعمير و الدور الآيلة للسقوط ويكون جوابها في المكاتب دائما( الوقت هانيا) فلم نتلقى شكايات، إلى أن تقع الفاس في الراس.