شهدت العاصمة الرباط تنظيم مسيرات احتجاجية من طرف المعطلين ” مجازين و ماستر “؛ ضدا على قمع السلطات المغربية لحرية التعبير بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الانسان الذي يتزامن مع العاشر من دجنبر إلا أن السلطات الأمنية أبت إلا أن تضع بصمتها ككل مرة على أجساد المعطلين المطالبين بالإدماج الفوري في أسلاك الوظيفة العمومية و بحقهم في الاحتجاج السلمي الذي تضمنه كل المواثيق الوطنية و الدولية.
وهكذا فقد خاض أطر التنسيق الميداني للمجازين المعطلين برفقة كل من تنسيقية التحدي 2012 و تنسيقية الكرامة 2013 يوم الثلاثاء 10 دجنبر 2013 مسيرة سلمية انطلقت من ساحة البريد مرورا بشارع محمد الخامس ثم البرلمان وصولا إلى باب السفراء مكان تواجد مقر رئاسة الحكومة بشعارات مطالبة بفتح حوار جاد و مسئول قصد إيجاد حل توافقي لمعضلة البطالة التي انتشرت كالنار في الهشيم في صفوف حاملي الشواهد العليا، إلا أنه ودون سابق إنذار تدخلت العناصر الأمنية بقوة مفرطة مخلفة إصابات خطيرة تم نقلها إلى مستشفى السويسي من ضمنها حالتي إصابة على مستوى الرأس، وقد استمرت العناصر الأمنية في ملاحقة باقي المعطلين في مختلف شوارع الرباط.
وعرف يوم الأربعاء 11 دجنبر 2013 مسيرة احتجاجية لأطر التنسيق الميداني للمجازين المعطلين بإطاراته الأربع ” المجموعة الوطنية و تنسيقية التضامن و التنسيقية الوطنية و الاتحاد الوطني ” وما إن و صلت المسيرة لشارع محمد الخامس حتى جوبهت بتدخل عنيف و خطير خلف حوالي ثلاثين إصابة أخطرها تشقق على مستوى القدم لإحدى المناضلات و حالات من الإغماء بالإضافة إلى حملة من الاعتقالات الواسعة أطلق سراح المعتقلين فيما بعد.
وفي تصريح لجواد حسبي الكاتب العام للتنسيقية الوطنية أحد مكونات التنسيق الميداني للمجازين المعطلين عبر فيه عن خيبة أمله في التراجعات الخطيرة التي تعرفها حقوق الانسان بالمغرب، حيث أشار إلى أن عددا من المعطلين تعرضوا للاختطاف على أيدي قوى المخزن خارج الأشكال النضالية ليتم إحالتهم على وكيل الملك بعد مرور 48 ساعة بتهم باطلة لا أساس لها من الصحة ولا يمكن إلصاق هذه التهم بأطر تحمل شواهد عليا و أضاف جواد : ” نحن كتنسيق ميداني للمجازين المعطلين عانينا لمدة ثلاث سنوات من قمع رهيب لم يسبق له مثيل، حيث استشهد منا كل من محمد بودروة و خالد واردي الذي خلدنا ذكراه يوم 8 دجنبر و حميد البهجة و راضية العثماني و لالة سعاد الصحراوي و فاطمة اليوسفي، بالإضافة إلى اعتقال 61 مناضل معنا لايزالون متابعين في حالة سراح ناهيك عن المئات من الإصابات الخطيرة تتلخص في عدة كسور و ارتجاجات في الدماغ نتيجة التدخل العنيف و تسليط الهراوات لمناطق حساسة في الجسم “.
وفي سؤال لجواد حول كيفية تعاملهم مع التضييق الذي يتعرضون له أتناء احتجاجاتهم قال: ” نضالنا سلمي و سيظل كذلك حتى ننتزع حقنا العادل و المشروع، وفي جعبتنا الكثير من الأشكال النضالية الحضارية غير المسبوقة التي سنخوضها في القريب العاجل قصد الضغط على الحكومة النصف ملتحية التي يقودها عبد الإله بنكيران، للاستجابة لمطلبنا المتمثل في التوظيف المباشر ضمن أسلاك الوظيفة العمومية لكل الأطر المنضوية تحت لواء التنسيق الميداني للمجازين المعطلين، و ثلاث سنوات من المعاناة مع القمع زادتنا تمسكنا بحقنا ووحدة داخل إطارنا العتيد الصامد و المناضل “.
فيديو توثيق القمع الذي طال التنسيق الميداني للمجازين المعطلين يوم الأربعاء 11 دجنبر 2013