تابعنا خلال هذه الشهور الأخيرة (منذ شهر أبريل 2013) المعاناة الكبيرة و ظروف العمل القاسية التي فرضتها سلوكات لامِهنية وعدوانية لممرضة رئيسة استغلت منصبها ونفوذها الإداري وتواطؤ المسؤولين لتمارس شتى أنواع الشطط والترهيب والإهانة في حق أطر مصلحة الأنكولوجيا الطبية بمستشفى الأنكولوجيا التابع للمركز الاستشفائي الحسن الثاني بفاس. كما تابعنا باهتمام كبير مختلف المحطات النضالية التي خاضتها الأطر المتضررة بعد أن أُهْمِلت شكاياتها وهُضِمت حقوقها ومورست عليها التضييقات بوتيرة مطردة ومقلقة مما حذا بالمكاتب النقابية إلى طلب التدخل المستعجل لإدارة المركز الاستشفائي عبر بيانات ومراسلات لم تعرف أي رد أو تفاعل يذكر لتبقى الأطر سجينة تسلط الممرضة الرئيسة ويبقى الاحتقان في تزايد بعد التأكد من تستر الإدارة على سلوكاتها. لم تكن المراسلات والمحطات الاحتجاجية والنداءات الصادرة لحل هذا الملف بما يضمن الإنصاف وصون الحقوق كافيا للفت أنظار مدير المركز الاستشفائي إلى ضرورة التدخل الفعال قصد الحفاظ على استمرارية المرفق العام وتوفير ظروف لائقة لإسداء خدمات نوعية لشريحة حساسة من مرتادي مسشفى الأنكولوجيا. ورغم النضج الذي أبانت عنه الأطر المتضررة والتدرج الذي اتسم به مسارها النضالي، إلا أن الإهمال والالتفاف على المطالب وسد أبواب الحوار طبعت سلوك إدارة المركز الاستشفائي الحسن الثاني بفاس. وإننا إذ نتوجه بهذا البيان إلى الضمائر الحية من مختلف شرائح وفعاليات المجتمع الفاسي والمغربي وإلى الرأي العام، فإننا نحمل مدير المركز الاستشفائي كامل المسؤولية في تردي الأوضاع بمستشفى الأنكولوجيا والاحتقان الذي تعرفه مصالحه. كما نتوجه إلى الأطر المتضررة والمكتب النقابي لموظفي المركز الاستشفائي ومكتب مستشفى الأنكولوجيا بكل روح أخوية ورفاقية عالية وباسم الجماهيرية التي كنا بها وسنظل صوت الشعب المغربي وصدى آلامه وآماله، بطلبنا لرفع الاعتصام المفتوح عاجلا تنفيسا لأزمة مرضى مستشفى الأنكولوجيا ما دامت معاناتهم وحرج حالتهم لا قيمة لها لدى مدير المركز الاستشفائي الحسن الثاني الذي تراه “يتفانى” كل يوم في خدمة “شخصيات نافذة” ويهمل حاجيات الطبقات الشعبية المسحوقة. ونحن على أبواب تخليد الشعوب لليوم العالمي لحقوق الإنسان، نَكِلُكُمْ أيها المناضلون والمناضلات بمستشفى الأنكولوجيا إلى قيمكم الرفيعة وأخلاقكم النبيلة في استجابتكم لطلبنا ونظل أول المساندين لكم في الدفاع عن مشروعية مطالبكم وصون كرامتكم التي صدقتم بجعلها “خطا أحمر” في بيانكم رقم6. ونتوجه إلى كل المسؤولين على كل المستويات محليا وجهويا ووطنيا إلى ضرورة تحمل مسؤولياتهم في إحقاق العدالة وإنصاف المتضرر وعدم الاستهتار بمصالح المرضى من أجل نزوة فردية أو مصلحة شخصية مهما كانت الظروف والملابسات. وكما قال الفقيد الكبير نيلسون مانديلا: “ليس حرا من يهان أمامه إنسان ولا يشعر بإهانة”. دمتم للنضال أوفيـــــــاء.