إنه حلم يراود كل الفقراء، المهمشين، العاطلين والمعطلين، المشردين والمعاقين، حلم يتراء في المنام كرواية تراجيدية تبتدئ مع وعى الفرد بذاته وأهمية دوره في تأمين حياة كريمة له ولأسرة تطالبه الحياة الاجتماعية بتأسيسها ورعايتها.
” بغيت نشوف الملك ” مطلب كل المحرومين من حقوقهم في الحياة، مطلوب كل المظلومين من رجال العدالة الذين وعدوا الملك بالوفاء، فخانوا بسبب الجشع، نسوا العدالة وانغمسوا في البحث عن الفخامة، فحكموا بغير عدل وناموا في حضن امرأة تفرش وتكتسي الذهب، لذلك بغيت نشوف الملك لأصارحه وأرتاح وبعدها سأذهب فارحا باحثا عن عمر عدل ونام.
” بغيت نشوف الملك ” مطلب كل شاب نشيط اجتهد وتعلم من أجل خدمة وطنه، لكنه حرم بسبب فقره وهندامه، حرم من حقه في الشغل بسبب انتمائه لوسط غير متعلم وغير متكلم، لذلك بغيت نشوف الملك حتى أخبره أن الكفاءات تنتحر بسبب سوء التدبير وعقم في التشريع والتقنين رغم أن بلدنا يتوفر على ثروات عالمية نادرة وبحاجة ليد عاملة مؤهلة، لنبدأ بالشباب، فهم محرك عجلة التاريخ.
” بغيت نشوف الملك ” مطلب كل المهاجرين الذين هاجروا مجبرين من أجل البحث عن لقمة عيش وتوفير حصص مال كافية للاستثمار في بلده الأم لكنه حرم من حقوقه في الاستثمار كمواطن كامل المواطنة.
” بغيت نشوف الملك ” لأقول له عن أم حامل ماتت بسبب فساد قطاع الصحة العمومية، لأقول له عن حرمان أطفال وطفلات من حق التربية والتعليم، عن انتحار فاعل في ريعان شبابه من أجل حقه في الشغل، عن يئس وكفر مهاجر استسلم لقساوة الهجرة رافضا لظلم ذوى القربى.
” بغيت نشوف الملك ” لأنني أحب وطني وأخاف عليه من حساب البشر بعد قدر القدر، ولأنني فقدت الثقة في نفسي ولم أعد أثق إلا فيه.