ليس غريبا على فعاليات المجتمع المدني تفعيل ثقافة التضامن في مفهومها الشامل من أجل ترسيخ مقومات العيش الكريم، خصوصا إذا تعلق الأمربالمناطق الأكثر هشاشة والموسومة بالفقر، حيث وبهذا الخصوص تم التوقيع بكثافة على وثيقة التضامن مع ساكنة منطقة عين الإدريسي من طرف العشرات من الجمعيات النشيطة فوق المجال الترابي لمقاطعة جنان الورد( في تجاوز محنتهم المتمثلة أساسا في حرمان أغلبهم من التزود بالماء الصالح للشرب والإنارة العمومية والكهرباء المنزلية وقنوات الصرف الصحي).
هاته المنطقة الغير مهيكلة بشكل نهائي والتي ما فتئ جلالة الملك نصره الله يحفها بالرعاية الملكية سواء من خلال برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أو برامج مؤسسة محمد الخامس للتضامن وذلك في أفق توفير مقومات العيش الكريم لساكنتها وتعزيز بنياتها التحتية .
كما أن مجلس الجماعة الحضرية لفاس قد رصد العديد من الميزانيات لهاته المقاطعة في أفق تقوية بنياتها التحتية وفتح الأوراش بها وخلق المشاريع الكبرى والعديد من فرص الشغل بها، والتي تجلت بوضوح في بعض المناطق التي عرفت قفزة نوعية في هذا الإطار،كما أن الحديث يروج بقوة بمدينة فاس عن إقتراب إنطلاق الأشغال بمختلف المقاطعات بفاس تهم أشغال التبليط وترصيف الممرات وتعبيد الطرق والمسالك والأزقة والشوارع، حيث خصص مجلس المدينة برئاسة عمدة فاس السيد حميد شباط حيزا كبيرا منها لفائدة مقاطعة جنان الورد ستستفيد منها منطقة عين الإدريسي خلال الشهر المقبل، كما سيعرف المدخل الرئيسي لباب الفتوح من جهة الطريق الوطنية وجدة توسعة مجالية وتهيئة حضرية تعزز بنياتها التحتية.
ومن خلال جولة طاقم فاس نيوز الميدانية لهاته المنطقة رفقة العديد من الفاعلين الجمعويين الذين وقعوا على عريضة التضامن يتقدمهم الفاعل الجمعوي عبد اللطيف الرفيق رئيس جمعية آباء وأمهات وأولياء تلاميذ شوقي، وقف على طبيعة هذه المعاناة وعزز هذه التغطية بتصريحات تلقائية لبعض ساكنة هذه المنطقة التي أصبحت بحاجة إلى تدخل إستعجالي لمعالجة هذا الوضع الشاد وتمكين ساكنتها من أبسط مقومات العيش الكريم، خصوصا إذا علمنا أن بعض تلاميذ هذه المنطقة يضطرون إلى الإستعانة بالشمع والبوطاكاز لمراجعة دروسهم بالليل، أما من أجل الحصول على أبسط حاجياتهم من الماء الشروب فإنهم يضطرون إلى الإستعانة بمياه آبار بعض الجيران، كما تمت معاينة تزويد بعض الشقق بالماء الشروب من عمارة إلى عمارة عبر خرطوم أبيض طويل في الهواء وفوق الأسلاك الكهربائية، مما قد يشكل خطرا على المارة لا قدر الله، الشيء الذي يحتم على السلطات المحلية التدخل العاجل من أجل إنهاء هذه المحنة بما يتماشى وإعمال القانون وفرض إحترامه والتصدي لجميع الخروقات التي تزيد من تأزيم الوضع وتعقيد حلوله.
محمدعلوي مذغري